«فرصة ذهبية» التيسيرات الضريبية تعزز تنمية الثروة الحيوانية عبر مصانع الأعلاف

تعتبر الثروة الحيوانية من الركائز الأساسية لتحقيق الأمن الغذائي وزيادة معدلات الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء، ومع ارتفاع أسعار اللحوم في مصر تزامنًا مع اقتراب مواسم الأعياد، تبرز الحاجة إلى تحسين البنية التحتية والممارسات الإنتاجية بشكل عام، ومن أبرز الحلول المقترحة للتطور في هذا القطاع هي تقديم تسهيلات ضريبية لمصانع الأعلاف، إذ تعتمد مصر بشكل كبير على استيراد هذه المنتجات لتلبية احتياجات المربين.

تأثير المصانع ودورها في دعم الثروة الحيوانية

إن مصانع الأعلاف تُعد حجر الزاوية في منظومة الثروة الحيوانية بمصر، حيث يبلغ عدد تلك المصانع حوالي 100 مصنع لكنها تغطي أقل من 20% فقط من الاحتياجات الكلية للأعلاف، ما يشير إلى فجوة كبيرة في توافر الأعلاف محليًا، تعتمد الدولة على استيراد نحو 80% من الأعلاف، وهو ما يشكل عبئًا اقتصاديًا كبيرًا نظرًا للتحديات المتعلقة بنقص المراعي الطبيعية وارتفاع تكلفة الاستيراد، وعلى الرغم من اعتماد المجموعة الحالية من المصانع على جهود ذاتية، إلا أن تحسين سبل الدعم والتمويل وتوفير الحوافز الضريبية يمكن أن يساهم مع الوقت في تعويض النقص وزيادة الإنتاج المحلي للأعلاف.

التحديات التي تحاصر تنمية الثروة الحيوانية

وفقًا لتصريحات جمعية خبراء الضرائب المصرية، تراجعت أعداد رؤوس الماشية بشكل ملحوظ، من 19.9 مليون رأس إلى 8.1 مليون رأس حاليًا، وهو ما أدى إلى زيادة الاعتماد على استيراد اللحوم بنسبة تصل إلى 60% من احتياجات السوق المحلي، من أبرز العقبات التي تواجه الثروة الحيوانية عدم تنظيم المشروعات الصغيرة وتجاهل الممارسات الحديثة لتربية المواشي إضافة إلى الاستمرار في ذبح الإناث في أعمار صغيرة مما يسهم في تقليل معدلات الإنتاج على المدى الطويل، كما أن نقص الإمكانيات البيطرية وعدم توفير الأمصال اللازمة أسهم كذلك في تقليص مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي.

سُبل تطوير مصانع الأعلاف لتحفيز الإنتاج الحيواني

لتحقيق رؤية مصر 2030 والوصول إلى نسبة 70% من الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء، يعد تحسين أوضاع مصانع الأعلاف من الأولويات حاليًا، وفقًا للجمعية فإن تقديم تسهيلات ضريبية لمصانع الأعلاف يمثل خطوة جوهرية لتحقيق هذه الأهداف الاستراتيجية من خلال:

• إعفاء الأصناف التي يتم تسجيلها بوزارة الزراعة من ضريبة القيمة المضافة؛
• توسيع البنية التحتية وزيادة أعداد المصانع الصغيرة لدعم الطلب المحلي؛
• تشجيع استخدام التكنولوجيا الحديثة لرفع الإنتاجية وتحسين جودة الأعلاف؛

كما يتطلب الأمر دعم الوحدات البيطرية وإعداد برامج تدريبية لصغار المربين لتعريفهم بالأساليب الفعّالة للتربية والإرشاد.

أهمية تحسين إنتاج السلالات المحلية

تطرقت جمعية خبراء الضرائب أيضًا إلى أهمية تحسين السلالات المحلية ودمجها مع سلالات مستوردة تتميز بمعدلات إنتاجية مرتفعة للحوم والألبان، يُسهم هذا الإجراء في رفع كفاءة الإنتاج الحيواني وزيادة معدلات النمو بشكل كبير، مما يعزز قدرة السوق المحلي على تلبية الطلب المتزايد، كما أن اختيار السلالات المناسبة والاعتماد على تقنيات التهجين المدروسة يساهم في تحسين الجودة والاستفادة المثلى من الموارد المحدودة.

احصائيات توضح الوضع الاقتصادي للثروة الحيوانية