«خطة جديدة» الدعم الحكومي الكبير هل يعيد هيكلة الإنتاج الوطني الاقتصادي

أعلنت الحكومة المغربية، ممثلة في وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عن إطلاق برنامج وطني استثنائي لدعم مربي الماشية، ويهدف هذا البرنامج إلى التعامل مع تداعيات سنوات الجفاف المتتالية وإعادة بناء القطيع الوطني المتضرر، بميزانية تبلغ 3 مليارات درهم حتى نهاية عام 2025، مع تخصيص مبلغ إضافي قدره 3.2 مليار درهم لعام 2026، ويعد هذا البرنامج خطوة محورية نحو استدامة وتنمية القطيع الحيواني في المغرب.

برنامج دعم مربي الماشية

يشتمل برنامج دعم مربي الماشية على خمسة محاور رئيسية تساهم في مواجهة التحديات التي يواجهها هذا القطاع، يركز المحور الأول على إعادة جدولة الديون المتراكمة على مربي الماشية، حيث سيستفيد حوالي 50 ألف مربٍ من إلغاء جزئي لأصل الدين والفوائد بكلفة تصل إلى 700 مليون درهم، المحور يستهدف بشكل خاص صغار المربين لتخفيف الأعباء المالية عليهم وتعزيز استدامة نشاطهم.

فيما يختص المحور الثاني بدعم الأعلاف بتخصيص ميزانية قدرها 2.5 مليار درهم لتوفير الشعير والأعلاف المركبة بأسعار مدعمة، حيث يمثل تقليل تكاليف التغذية عاملاً أساسياً لتحسين مستوى المربين، كما ركز البرنامج ضمن المحور الثالث على ترقيم إناث الماشية وحمايتها، من خلال تنفيذ عملية ترقيم أكثر من 8 ملايين رأس، إلى جانب تقديم دعم مباشر بقيمة 400 درهم لكل أنثى يتم الحفاظ عليها، ويعكس هذا الإجراء أهمية الحفاظ على الإنتاجية الوطنية وتعزيز استدامة الموارد الحيوانية.

برامج الصحة الحيوانية والتأطير التقني

خصص المحور الرابع حملة علاجية وقائية شاملة بتكلفة تصل إلى 150 مليون درهم، وذلك لتحصين 17 مليون رأس من الأغنام والماعز، تأتي هذه الخطوة استجابة لمخاطر الأمراض الشائعة والمتعلقة بالجفاف، أما المحور الخامس فقد ركز على تأطير وتحسين السلالات من خلال تخصيص 50 مليون درهم لدعم برامج التلقيح الاصطناعي والتدريب التقني للمربين؛ مما يدعم تحسين إنتاجية الماشية وجودتها.

أهداف ونتائج برنامج دعم مربي الماشية

تهدف الحكومة إلى تجاوز حالة الطوارئ الناتجة عن الجفاف وضمان استمرارية القطيع الوطني بشكل يعزز التوازن البيئي والاقتصادي، كما تستهدف هذه المبادرة صغار المربين لتكون لهم الأولوية في الاستفادة، وحسب الخبير الاقتصادي محمد جدري، فإن هذا البرنامج يمثل استجابة حقيقية لمشاكل قطاع الفلاحة وخاصة ما يتعلق بالديون المتراكمة وارتفاع أسعار الأعلاف.

أضاف الخبير أن تشجيع المربين على الحفاظ على إناث الماشية من خلال الدعم المباشر خطوة إيجابية نحو استدامة الموارد، في المقابل، دعا إلى توخي اليقظة خلال تطبيق البرنامج على أرض الواقع لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه الفعليين.

آثار مترتبة على القطيع الوطني وأسعار اللحوم الحمراء

يرى الخبراء أن دعم مربي الماشية قد يسهم في توفير اللحوم الحمراء بتكاليف معقولة، ولكن يمكن أن يؤدي ضعف الوعي حول أهداف البرنامج وزيادة الطلب الموسمي إلى ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ، الأمر الذي يتطلب دوراً من وسائل الإعلام والسلطات العمومية لتوعية المواطنين بأهداف البرنامج وتشجيع ممارسات استهلاك مستدامة، مما يحد من أضرار تضخم الأسعار على الطبقات المتوسطة وذوي الدخل المحدود.