«أكبر مكاسب» الذهب يتصدر المشهد بأفضل أداء أسبوعي منذ أبريل

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا يوم الجمعة، لتسجل بذلك أكبر مكاسبها الأسبوعية خلال أكثر من شهر، وجاء هذا الصعود مدفوعًا بعدة عوامل أبرزها ضعف الدولار الأمريكي وزيادة المخاوف المرتبطة بالوضع المالي في الولايات المتحدة، مما عزز مكانة المعدن الأصفر كملاذ آمن للمستثمرين في ظل هذه الظروف المتقلبة.

ارتفاع أسعار الذهب وتأثير ضعف الدولار

سجل سعر الذهب الفوري زيادة بنسبة 1.1% ليصل إلى 3329.69 دولار للأوقية، حيث حقق ارتفاعًا إجماليًا بنسبة 4% خلال الأسبوع، وهو الأداء الأسبوعي الأفضل منذ أوائل شهر أبريل، كما شهدت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة زيادة مشابهة وصلت إلى 3329.80 دولار، ويمثل ضعف الدولار الأمريكي أحد أسباب هذا التعافي الكبير، حيث تراجع بنسبة تزيد عن 1% على مدار الأسبوع؛ ما جعل الذهب أقل تكلفة للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى.

أسباب توجه المستثمرين نحو الذهب

يعتبر المعدن الأصفر من أهم الخيارات الاستثمارية الآمنة للمستثمرين خاصة في ظل الأزمات المالية والمخاطر الجيوسياسية، وأشار تيم ووترر، كبير محللي السوق في شركة “كيه سي إم تريد”، إلى أن حالة الفتور في التفاؤل التجاري هذا الأسبوع أدت إلى عودة المستثمرين لاستثمارات أكثر أمانًا مثل الذهب، ويُتوقع أن تستمر أسعار الذهب في الاستقرار على مستويات مرتفعة تفوق 3000 دولار للأوقية؛ مدفوعة بالتوترات المتعلقة بالرسوم الجمركية وأزمة الديون الأمريكية واستمرار التوترات الدولية.

الاضطرابات المالية وأثرها على الذهب

وافق مجلس النواب الأمريكي على مشروع قانون ضخم متعلق بالضرائب والإنفاق، والذي من المتوقع أن يزيد من أعباء الدين العام الأمريكي بمليارات الدولارات، يأتي ذلك في ظل ضعف الإقبال على سندات الخزانة الأمريكية، حيث شهدت وزارة الخزانة طلبًا ضعيفًا خلال مزاد لبيع سندات بقيمة 16 مليار دولار لأجل 20 عامًا، كما حذرت وكالات التصنيف الائتماني، مثل “موديز”، من تأثير الديون المتزايدة على التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، مما ساهم في تعزيز جاذبية الذهب كوسيلة تحوط.

التوترات الجيوسياسية وانعكاساتها على السوق

تزداد التوترات الدولية يومًا بعد يوم ما عزز الإقبال على الذهب كأصل آمن، فمثلًا حذر نائب وزير الخارجية الإيراني من تبعات الهجمات المحتملة على منشآتها النووية، وسط أخبار عن نوايا إسرائيلية لتنفيذ ضربات جوية على إيران، تُعد هذه الأجواء السياسية الملتهبة سببًا رئيسيًا في إبراز الدور الحيوي للمعادن النفيسة عمومًا والذهب تحديدًا باعتباره محطة استثمارية موثوقة.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

لم يقتصر ارتفاع الأسعار على الذهب فقط، بل امتدت المكاسب إلى المعادن النفيسة الأخرى، حيث صعدت الفضة الفورية بنسبة 0.3% إلى 33.16 دولار للأوقية، وزاد البلاتين بنسبة 0.9% ليبلغ 1091.43 دولار، بينما شهد البلاديوم انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.1% ليصل إلى 1014.00 دولار، تُظهر هذه التحركات أن الاهتمام بالمعادن الثمينة في السوق العالمية ما زال قويًا، مدفوعًا بمخاوف اقتصادية وسياسية مختلفة.