«ارتفاع قياسي» الذهب يصل لأعلى مستوى أسبوعي مع تصاعد قلق الديون الأمريكية

تواصل أسعار الذهب صعودها مقاربة ذروة أسبوعين، وذلك بفعل التوجهات الراهنة في الأسواق المالية العالمية وارتباطها بتنامي الديون الأمريكية وضعف الطلب على سندات الحكومة الأمريكية ذات الآجال الطويلة، ويأتي هذا التحرك أيضًا في ظل ضعف واضح للدولار الأمريكي، مما يعزز النظرة الإيجابية للذهب بوصفه ملاذًا آمنًا.

أسعار الذهب وتأثير سندات الخزانة الأمريكية

ارتفعت العقود الآجلة للذهب لشهر أغسطس بنسبة ملحوظة بلغت 0.51% لتصل إلى 3359 دولار للأونصة، بينما صعدت العقود الفورية بنسبة 0.37% مسجلة 3327.25 دولار للأونصة، وهذا الصعود يعكس الضغط الكبير على الدولار الأمريكي نتيجة ضعف الطلب على سندات الخزانة الأمريكية، وخصوصًا تلك التي تبلغ أجل 20 عامًا، حيث سجلت وزارة الخزانة طلبًا ضعيفًا على بيع سندات بلغت قيمتها 16 مليار دولار، مما يضعف الثقة في الدولار ويزيد الضغط على أسواق “وول ستريت”.

ضعف الدولار الأمريكي ودوره في دعم أسعار الذهب

وفقًا لتصريحات كلفن وونغ، محلل الأسواق الكبرى لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، فقد أشار إلى أن الدعم الذي شهده الذهب يعود إلى ضعف الدولار الامريكي بجانب استمرار المخاوف المرتبطة بالركود التضخمي في الاقتصاد الأمريكي، حيث ينعكس انخفاض قيمة الدولار إيجابيًا على الذهب، مما يعزز الطلب عليه بوصفه ملاذًا آمنًا في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.

كيف يؤثر تخفيض التصنيف الائتماني الأمريكي على الذهب؟

من الجدير بالذكر أن تخفيض وكالة “موديز” للتصنيف الائتماني الأمريكي حمل تأثيرات مباشرة على الأسواق المالية، مما زاد من القلق لدى المتعاملين في الأسواق، إذ تؤدي مثل هذه التحركات إلى زعزعة الثقة بالاقتصاد الأمريكي ككل، وهذا بدوره يجعل الذهب خيارًا مثاليًا كملاذ آمن في وسط اضطرابات الأسواق المالية، حيث يشهد المستثمرون زيادة في الطلب على المعدن الثمين.

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب في الوقت الحالي

العوامل الحالية التي تساهم في التأثير على أسعار الذهب تتضمن:

• ضعف الطلب على السندات الأمريكية طويلة الأجل
• انخفاض الدولار الأمريكي الذي يدعم أسواق الذهب بالارتفاع
• التخفيض الأخير للتصنيف الائتماني الأمريكي وتأثيره على الثقة بالأسواق المالية
• مخاوف الركود التضخمي التي تدفع المستثمرين نحو الأصول الآمنة

هذه العوامل مجتمعة تؤكد الاتجاه الصعودي لأسعار الذهب في الوقت الراهن مع الاستمرار في مراقبة التطورات الاقتصادية العالمية عن كثب.

تحركات الذهب والتوقعات المستقبلية

التحليل التاريخي لتداول الذهب يعكس أنه يستجيب بشكل مباشر للأحداث الاقتصادية الكبرى، مثل تحركات أسعار العملات وتأثيرات التضخم وسياسات التصنيفات الائتمانية، ومع استمرار المخاوف المحيطة بالدين الحكومي الأمريكي والركود التضخمي، من المتوقع استمرار دعم الذهب كملاذ آمن للمستثمرين، حيث من المتوقع أن تظل أسعار الذهب مستقرة أو ترتفع بشكل معتدل على المدى القريب.

يبقى الذهب أحد الخيارات الأساسية لدى المستثمرين في ظل الأزمات الاقتصادية، حيث يعكس هذا المعدن قيمة حقيقية وثابتة مقارنة بالأصول الأخرى التي قد تتأثر بشكل مباشر بالتقلبات والأسواق المالية المعقدة.