«غارات دامية» إسرائيل توسع عملياتها الجوية ضد لبنان وسط انتهاك الهدنة

شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات على جنوب لبنان والبقاع، مما تسبب في سقوط عدد من الضحايا، وقد أتت هذه الغارات في انتهاك واضح لاتفاقية الهدنة المبرمة مسبقًا في نوفمبر الماضي، إن هذه التطورات تعكس تصعيدًا كبيرًا وخطيرًا في التوترات الحدودية بين الطرفين، حيث استهدفت الغارات عدة مناطق حيوية أدت إلى نزوح عدد من السكان وزيادة التوتر داخل الأراضي اللبنانية، كما اشتدت هذه الأحداث بعدما أصدرت إسرائيل تحذيرًا واضحًا للسكان المدنيين.

تداعيات الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان

أسفرت الغارات الإسرائيلية الأخيرة على جنوب لبنان وأسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص، وفقًا لوزارة الصحة اللبنانية، حيث استهدفت غارة مسيرة سيارة في بلدة عين بعال بقضاء صور، مودية بحياة شخص، كما تعرضت كل من ياطر وعيترون، وهما بلدتان قريبتان من الحدود الجنوبية، لضربة مماثلة، بينما أكد الجيش الإسرائيلي أن الغارات استهدفت عناصر قيادية في حزب الله، وتصاعدت الأوضاع بعد تنفيذ غارتين بعمق جرود البقاع لاستهداف مواقع مزعومة للحزب مع تقارير مماثلة باستمرار الطيران الإسرائيلي بالتحليق.

تحذيرات الإخلاء وتصعيد التوترات الحدودية

وجّه الجيش الإسرائيلي تحذيرًا مباشرًا لسكان قرية تول، حيث حدد أماكن يُزعم وجود منشآت عسكرية لحزب الله فيها، وحذر من اقتراب المدنيين بمسافة تقل عن 500 متر لتجنب الخطر؛ يأتي ذلك التحذير في سياق التصعيد المستمر حيث يشهد جنوب لبنان حركة نزوح واسعة مع تحليق مكثف للطائرات المسيرة الإسرائيلية، وقد أطلقت أصوات نار احترازية لتحذير المدنيين من البقاء قرب المنشآت المستهدفة، مع الإشارة إلى أن المنطقة المستهدفة تقع في عمق الجنوب ومكتظة بالسكان مما يزيد من المخاطر الإنسانية.

الاتفاقات اللبنانية الفلسطينية لتحسين الأمن

بالتزامن مع التصعيد العسكري، اجتمع رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، حيث ناقشا ضرورة إغلاق ملف السلاح الفلسطيني بشكل كامل، سواء داخل المخيمات أو خارجها، مشددين على أهمية فرض سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها؛ وقد تم الاتفاق أيضًا على تشكيل لجنة تنفيذية مشتركة لمتابعة تنفيذ هذه التفاهمات، هذا وأكد الطرفان أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يُعتبرون ضيوفًا، كما أبدوا تمسكهم بحتمية حق العودة ورفض التوطين مع التركيز على تحسين الأوضاع المعيشية للاجئين ووضع حل شامل للقضايا الاجتماعية والإنسانية التي تمسهم.

زيارة مبعوثة أمريكية وتأجيلها المثير للجدل

أرجأت نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، زيارتها المقررة إلى لبنان إلى الشهر المقبل، حيث كان من المتوقع أن تناقش الأوضاع الإنمائية ببيروت والأحداث الجارية على الأرض، وقد أُرجعت أسباب التأجيل إلى ازدحام جدول الأعمال الرئاسي في البلاد، وبالرغم من أن البعض أشاع أن ذلك يعكس عدم جاهزية الملفات الدبلوماسية المطروحة؛ إلا أن التأجيل أثار المزيد من التساؤلات حول تأثير الضغوط الدبلوماسية على الملف اللبناني.