«قفزة كبيرة» الطلب الاستثماري على الذهب يصل 552 طنا بالربع الأول 2025

يواصل الطلب الاستثماري الإجمالي على الذهب تسجيل نمو ملحوظ مدفوعاً بزيادة الإقبال على صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب (ETFs)، مما يعكس دور الذهب كملاذ آمن في ظل تقلبات الأسواق الاقتصادية والسياسية، تقرير حديث كشف عن ارتفاع إجمالي الطلب العالمي بنسبة 1% على أساس سنوي، ليصل إلى 1,206 أطنان في ظل استمرار أسعار الذهب في تحقيق أرقام قياسية جديدة.

الطلب الاستثماري على الذهب يشهد انتعاشاً غير مسبوق

شهد الطلب الاستثماري على الذهب قفزة لافتة، حيث بلغ 552 طناً خلال الربع الأول من عام 2025، في زيادة تخطت نسبة 170% مقارنة مع نفس الفترة من العام السابق، هذا الانتعاش جاء بفضل زيادة تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة، والتي سجلت 226 طناً في الربع الأول وحده، المستثمرون حول العالم لجأوا إلى الذهب كوسيلة تحوط وسط ضبابية اقتصادية وأسواق مالية متقلبة.
كما حافظت السبائك والعملات الذهبية على استقرار نسبي بنمو نسبته 3% على أساس سنوي، لتصل إلى 325 طناً، هذه الزيادة يعززها الإقبال القوي في الأسواق الآسيوية، لا سيما في الصين، إذ حققت السوق هناك ثاني أعلى مستوى ربع سنوي لها على الإطلاق، وهو ما عوض انخفاض الطلب في الأسواق الغربية مثل الولايات المتحدة، التي شهدت انخفاضاً بنسبة 22% خلال الفترة نفسها.

البنوك المركزية ودورها في دعم الطلب العالمي

البنوك المركزية مستمرة في تعزيز احتياطياتها من الذهب للعام السادس عشر على التوالي، حيث أضافت 244 طناً إلى المخزون العالمي في الربع الأول وحده، على الرغم من أن هذا الرقم جاء أقل بنسبة 21% مقارنة بنفس الربع من العام الماضي، إلا أنه يتماشى مع الاتجاه العام للسنوات الأخيرة، الاستحواذ الكبير للبنوك يعكس دور الذهب كدعامة رئيسية في أوقات تقلب الأسواق وعدم الاستقرار السياسي.

سوق المجوهرات: تحديات وأسواق صامدة

تأثرت سوق المجوهرات بالتقلبات السعرية، حيث إن الأسعار المرتفعة للذهب أدت إلى تراجع الطلب الكلي إلى أدنى مستوياته منذ جائحة كوفيد-19، ومع ذلك، تمكن القطاع من الحفاظ على استقراره من حيث القيمة، إذ ارتفع الإنفاق الاستهلاكي على المجوهرات بنسبة 9% ليصل إلى 35 مليار دولار، الأسواق الآسيوية، باستثناء الصين، أظهرت نمواً واضحاً في هذه الفئة.

استقرار المعروض والطلب التكنولوجي

المعروض العالمي من الذهب استقر عند 1,206 أطنان خلال الربع الأول، نتيجة الإنتاج القياسي من المناجم والذي عوض التراجع الطفيف في عمليات إعادة التدوير، بينما استقر الطلب التكنولوجي على الذهب عند 80 طناً مقارنة بالربع الأول من العام الماضي، وهو ما يعكس استقراراً في الصناعات التي تستخدمه مثل الإلكترونيات والتكنولوجيا.

الذهب كملاذ آمن في المستقبل

في ظل حالة عدم اليقين العالمية الناشئة عن اضطرابات الأسواق والسياسات الجمركية والتوترات الجيوسياسية، يتوقع المحللون أن يظل الطلب على الذهب مرتفعاً، خاصة أن المستثمرين يعودون بقوة إلى صناديق الاستثمار المتداولة، مع استمرار التحولات الاقتصادية العالمية، يمكن لهذه العوامل أن تزيد من إقبال الأفراد والمؤسسات على الذهب كخيار آمن لتأمين استثماراتهم.