«دعم المربين» إلغاء الديون وتعزيز الأعلاف ضمن برنامج جديد للبواري

أعلنت الحكومة عن إطلاق برنامج وطني لدعم الماشية في إطار تطوير القطاع الفلاحي بالمملكة، ويهدف البرنامج إلى إعادة تشكيل القطيع الوطني بشكل فعّال ومستدام، وذلك استنادًا إلى التوجيهات الملكية التي أصدرها العاهل المغربي مؤخرا خلال مجلس وزاري، حيث شدد على أهمية تأطير تدبير الدعم من خلال لجان محلية لضمان تحقيق الأهداف المنشودة.

برنامج وطني شامل لدعم الماشية

يعد هذا البرنامج خطوة حاسمة في تعزيز قطاع تربية الماشية وتحقيق التنمية المستدامة، حيث يعتمد على استغلال الظروف المناخية الملائمة التي شهدتها المملكة مؤخرا بفضل التساقطات المطرية الوفيرة، ووفقًا لما جاء في تصريحات وزير الفلاحة أحمد البواري، سيتضمن البرنامج تدابير متعددة تخدم بشكل مباشر صغار المربين، ما يتيح لهم تطوير نشاطهم الفلاحي والارتقاء بمستوى الإنتاجية، يتضمن البرنامج خمسة محاور رئيسية تهدف إلى تحسين واقع تربية الماشية في المملكة وإحداث تأثير إيجابي على المربين.

إعادة جدولة ديون المربين في إطار دعم الماشية

يتضمن المحور الأول من البرنامج الوطني إجراءات تتعلق بمعالجة ديون المربين بشكل شامل، حيث تقرر إعادة جدولة ديون حوالي 50 ألف مربي بكلفة إجمالية تبلغ 700 مليون درهم، مع إلغاء 50% من الديون التي تقل عن 100 ألف درهم لصالح صغار المربين الذين يمثلون 75% من المستفيدين، كما تشمل التدابير إلغاء 25% من القروض التي تتراوح قيمتها بين 100 ألف و200 ألف درهم، إلى جانب جدولة القروض الأعلى قيمة مع إعفاء المربين من فوائد التأخير.

دعم الأعلاف لتحقيق استدامة الماشية

ضمن محور دعم الأعلاف، يهدف البرنامج إلى خفض تكاليف الأعلاف الأساسية، يشمل ذلك دعم ثمن بيع الشعير بمقدار 7 ملايين قنطار ليصل سعر الكيلوجرام إلى درهم ونصف، إلى جانب دعم الأعلاف المركبة المستخدمة للأغنام والماعز لتحقيق سعر الكيلوجرام درهمين، وتبلغ التكلفة الإجمالية لهذا المحور 2.5 مليار درهم، ما يسهم بشكل مباشر في ضمان استمرار القطيع الوطني ضمن إطار اقتصادي مستدام.

ترقيم الماشية ومراقبة سلامتها

أعلن وزير الفلاحة عن إطلاق إجراءات لتتبع إناث الماشية من خلال عملية ترقيم واسعة النطاق تستهدف 8 ملايين رأس من الأغنام والماعز بحلول ماي 2026، ويحصل المربون على دعم مباشر بقيمة 400 درهم لكل رأس من الإناث المرقمة وغير المذبوحة، ما يعزز من الحفاظ على هذا المكون الأساسي في القطاع، كما سيتم تقديم حملات وقائية وعلاجية لحماية القطيع من الأمراض المرتبطة بموجات الجفاف لضمان سلامته واستدامته.

تحسين السلالات وتأطير مربي الماشية

تشمل محاور البرنامج أنشطة لتطوير وتحسين السلالات، وذلك عبر منصات تخصصية للتلقيح الاصطناعي والتقنيات الحديثة، هذا بالإضافة إلى تقديم خدمات التأطير التقني للمربين، ما يعزز الإنتاجية وجودة اللحوم والحليب، ويبلغ إجمالي المبلغ المخصص لهذه الأنشطة حوالي 50 مليون درهم، كما تهدف هذه الجهود إلى رفع كفاءة القطاع وتقوية تنافسيته على المدى الطويل.

تكلفة البرنامج ومراحله الزمنية

تبلغ التكلفة الإجمالية لتدابير هذا البرنامج 3 مليارات درهم بحلول نهاية عام 2025، مع تخصيص 3.2 مليار درهم إضافية لدعم مباشر للمربين الذين سيلتزمون بالحفاظ على الإناث المعنية، يهدف هذا الاستثمار الكبير إلى تعزيز التنمية الفلاحية بالمملكة وضمان استدامة القطاع بشكل يتماشى مع التحديات المناخية والاقتصادية المستقبلية.