«لماذا البعض» لا يشعرون بوقوع الزلزال رغم حدوثه وما السبب وراء ذلك

تعرضت مصر في الساعات الأولى من صباح اليوم إلى زلزال قوته 6.4 درجة على مقياس ريختر، مركزه على بعد 631 كيلومتر شمال رشيد، ما أدى إلى شعور السكان بالزلزال في مناطق عدة مثل القاهرة والجيزة والقليوبية، وعلى الرغم من ذلك، هناك نسبة كبيرة لم يشعروا به إطلاقاً وتفاجأوا عند سماعهم أخبار الزلزال، وهو ما يثير تساؤلات حول أسباب اختلاف الشعور بالهزات الأرضية بين الأفراد.

أسباب تجعل الأشخاص لا يشعرون بالزلزال

من المثير للاهتمام أن هناك أسباباً متعددة تجعل البعض لا يشعرون بالزلازل، حتّى في المناطق التي تشهد نشاطاً زلزالياً، بحسب نتائج استطلاع أجرته صحيفة نيويورك تايمز، فإن 25% من المشاركين وصفوا أنفسهم بأشخاص لا يشعرون بالهزات الأرضية بتاتاً، بغض النظر عن شدتها، ويرتبط هذا الأمر بعوامل مثل طبيعة النوم، الحركة المستمرة، والعيش في مناطق مملوءة بالضوضاء التي تمنع الشخص من الإحساس بتغيرات الأرض.
إلى جانب ذلك، البروتوكولات الصحية أو التفسير النفسي يمكن أن تسهم في تقليل إدراك الإنسان للهزات، كما أن طول مدة الإقامة في المناطق الزلزالية قد يجعل الشخص غير حساس للزلازل؛ نظرًا لاعتياده عليها وعدم ملاحظته الهزات الخفيفة بشكل متكرر.

ظروف مرضية تسبب فقدان الشعور بالزلازل

هناك بعض الحالات المرضية التي يمكن أن تؤدي إلى فقدان الإحساس بالزلزال، وأبرزها اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه المصحوب باهتزاز الأطراف المتكرر، الذي قد يقلل من استجابة الجسم للتغيرات الأرضية، كما يعاني الأشخاص الذين يمارسون أنشطة تتطلب حركة مستمرة مثل قادة السفن والأشخاص العاملين على متن العبارات من فقدان القدرة على الإحساس بهزات الأرض بسبب اعتياد أجسادهم على الاهتزاز الشديد.
يقدم هذا المفهوم تفسيرًا علميًا لعدم استجابة البعض للهزات الأرضية، حيث تؤثر هذه الأنشطة اليومية على حساسية الجهاز العصبي والقدرة على إدراك التغيرات الزلزالية الدقيقة، وتلك الظاهرة أكثر شيوعًا حيث تُصنف كظروف صحية مؤقتة أو طويلة الأمد بناءً على التكرار والتعرض المستمر.

لماذا يكون الزلزال أكثر وضوحًا أثناء الجلوس؟

تشير الدراسات الجيولوجية إلى أن الزلازل تكون أكثر وضوحًا لدى الأشخاص في وضعيات ساكنة مثل الجلوس أو الاستلقاء، وذلك يرجع إلى أن الجسم يصبح في حالة تركيز حسي متزايد مع ثباته، الأمر الذي يعزز استجابة الأعصاب لأي اهتزاز أو تغير أرضي، في ظل النشاط الزلزالي الحالي في بعض المناطق، يُلاحظ أن معظم الذين شعروا بهزات الأرض كانوا في وضع الراحة ما يفسر ذلك التباين بين الأشخاص.
كما أوضحت هيئات بحثية مثل هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، فإن درجة الإحساس بالزلازل تتأثر ارتباطًا بمستوى النشاط البدني والبيئي المحيط، مما يعني أن السكون يساعد في تضخيم الإحساس مقارنةً بوجود حركات ضوضاء أو عوامل مادية تشوش على حواس الإنسان.

كيف يمكن الشعور والاستجابة للهزات الأرضية؟

الإحساس السريع بالزلازل يمكن أن يوفر فرصة للاستجابة في اللحظات الحرجة، خاصة عند حدوث الزلازل أثناء النوم ليلاً، وقد يوفر الوعي السريع لحظات ثمينة للتحرك بأمان وحماية النفس، لكن من المهم الإبقاء على وعي منطقي ودون قلق مفرط، بعض الحالات كشعور بضربات قلب قوية أو اضطرابات صحية قد تتسبب للهواة بشعور يشبه الزلزال.
لتعزيز الأمان، يمكنك اتباع خطوات عملية عند الشعور بالاهتزاز:

• قم بمتابعة مصادر الأخبار الرسمية لمعرفة طبيعة الهزة ومدى خطورتها.
• احتفظ بخطة إخلاء جاهزة في منزلك، تشمل أماكن آمنة وأدوات الطوارئ الضرورية.
• تجنب التحرك بشكل عشوائي واتبع التعليمات الإرشادية حول الأماكن الآمنة التي يجب التواجد بها أثناء الزلازل.

هل يمكن الحد من تأثير الزلازل على الصحة النفسية؟

للشعور بالزلازل أثر نفسي على بعض الأفراد، حيث يربط البعض بين الإحساس المبالغ به والزلازل وبين حالات مثل التوتر والقلق، وتسمى هذه الحالة بـ”فرط اليقظة العصبية”، ما يجعل الجسم يستجيب بشكل مبالغ فيه للمنبهات الخارجية؛ هذا ما يدعو البعض إلى استشارة خبراء الصحة النفسية إذا لاحظوا شعورًا زائد القلق حول الهزات الأرضية بشكل يؤثر على أنشطتهم اليومية أو حياتهم الشخصية.