«انخفاض مفاجئ» أسعار النفط تتراجع عالميًا مع زيادة المخزونات الأمريكية

شهدت أسعار النفط تراجعًا ملحوظًا عند التسوية بعد إعلان بيانات حكومية أمريكية كشفت عن زيادة مخزونات النفط الخام والوقود قبل موسم الصيف الذي يتسم عادةً بارتفاع الطلب على القيادة والسفر، وأسهمت تلك البيانات في فرض ضغوط على الأسواق، حيث انخفضت العقود الآجلة لخام برنت والخام الأمريكي مدفوعة بتلك الزيادة في المخزونات، كما لعبت التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط دورًا في التأثير على اتجاهات السوق.

تراجع أسعار النفط الخام وتأثير المخزونات الأمريكية

أظهرت البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات النفط الخام الأمريكية ارتفعت بمقدار 1.3 مليون برميل لتصل إلى 443.2 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، كما زادت مخزونات البنزين بمقدار 800 ألف برميل، في حين ارتفعت مخزونات نواتج التقطير بنحو 600 ألف برميل، تأتي هذه الزيادات قبيل فترة يشهد فيها الطلب على النفط تقليديًا ارتفاعًا مع قدوم فصل الصيف، وأشار محللون إلى أن هذه الأرقام ألقت بثقلها على الأسعار لتسجل تراجعًا، حيث هبطت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.72% إلى 64.91 دولارًا للبرميل عند التسوية، بينما انخفضت العقود الآجلة للخام الأمريكي بنسبة 0.74% لتصل إلى 61.57 دولارًا للبرميل.

التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على أسعار النفط

تأثرت أسواق النفط بشكل كبير بالتطورات الجيوسياسية، فقد أشار تقرير لشبكة إعلامية أمريكية إلى استعدادات إسرائيلية لضربة محتملة ضد منشآت نووية إيرانية، مما أثار القلق بشأن الإمدادات النفطية من الشرق الأوسط، هذه التوترات دفعت الأسعار نحو الارتفاع لفترة قصيرة، قبل أن تؤدي بيانات المخزونات المتزايدة إلى هبوطها، ويرى الخبراء أن أي تصعيد في المنطقة قد يؤثر على الإمدادات الإيرانية التي تصل إلى أكثر من 1.5 مليون برميل يوميًا، ما قد يؤدي إلى اضطراب واسع في أسواق النفط العالمية.

إمدادات النفط وتأثير العقوبات الأمريكية

تتزايد المخاوف من تأثير العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران على أسواق النفط، حيث تسعى الولايات المتحدة للضغط على طهران في المفاوضات النووية عبر تقليص صادرات النفط الخام، وفي حال التصعيد، قد تقدم إيران على خطوات راديكالية قد تصل إلى إغلاق مضيق هرمز الذي يعد شرياناً لنقل النفط في الخليج العربي، مما يهدد بإحداث خلل كبير في إمدادات السعودية والعراق والإمارات والكويت، ولمواجهة هذا الخطر، قد تتحرك أوبك+ لتعويض أي نقص محتمل في الإمدادات بسرعة.

التحديات الإنتاجية وحصص أوبك+

في سياق متصل، كشف مصدر مطلع أن إنتاج النفط الكازاخستاني شهد ارتفاعًا بنسبة 2% في شهر مايو، رغم الضغوط التي تمارسها مجموعة أوبك+ على الدول الأعضاء لخفض الإنتاج، ويرى المراقبون أن مثل هذه التصرفات قد تزيد من التحديات التي تواجهها منظمة أوبك+ للمحافظة على استقرار السوق، وتفرض عليها اتخاذ قرارات استراتيجية في اجتماعاتها القادمة، ومن بين ذلك السعي لتوفير بدائل لأي تعطل للإمدادات نتيجة التوترات المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط.