«تحركات مفاجئة» الانسحاب العربي هل يهدد استقرار حكومة كركوك

تعيش محافظة كركوك حالة سياسية معقّدة مليئة بالمتغيرات والتطورات التي تُهدد استقرار إدارتها المحلية، لا سيما بعد انسحاب عضوين عربيين من تحالف إدارة كركوك، وهو ما قد يسبب تفكك التحالف وإلغاء اتفاق فندق الرشيد الذي شكل بموجبه حكم المحافظة الحالي، تأتي هذه التطورات في ظل تعقيدات عميقة تخص الأوضاع السياسية والمجتمعية في كركوك التي تعد نقطة محورية داخل العراق.

تطورات الأزمة في كركوك وتأثيراتها

تُعتبر كركوك واحدة من أهم المحافظات العراقية بسبب غناها بالنفط والموقع الجغرافي الذي يجعلها ضمن المناطق المتنازع عليها بين الحكومة المركزية في بغداد وإقليم كردستان، ويعكس انسحاب العضوين ظاهر العاصي ورعد الصالح من تحالف إدارة كركوك الخلافات العميقة بين الأطراف، حيث أرجع العضوان انسحابهما لعدم تطبيق بنود الاتفاق السياسي، خاصة ملف المغيبين العرب في سجون إقليم كردستان؛ يأتي هذا الانسحاب في إطار ضغوط سياسية لتحقيق المطالب المعلقة.

أثر الانسحاب على تحالف إدارة كركوك

تشكل تحالف إدارة كركوك العام الجاري، وكان يضم خمسة أعضاء من الاتحاد الوطني الكردستاني، وعضوين عربيين بالإضافة إلى ممثلين عن تحالفات أخرى بما في ذلك مقعد مسيحي واحد، ويهدف التحالف إلى معالجة موضوعات حيوية مثل حفظ الأمن والتصدي لمشكلات التوظيف بجانب قضايا المغيبين، إلا أن انسحاب العضوين من المكون العربي يُلقي بظلال من الشك حول استمرارية التحالف؛ ذلك أن مجلس المحافظة يتطلب توافر النصاب لعقد جلساته، وهو أمر صار مهدداً إثر انسحاب العضوين.

رؤية المراقبين تجاه الأزمة

رغم تصاعد الحديث عن إمكانية تشكيل تحالف جديد داخل مجلس محافظة كركوك لتغيير الإدارة الحالية، ترى شخصيات ومراقبون أن الخطوة ستواجه صعوبات كبيرة وربما تهدف لتحقيق مكاسب سياسية أكثر من كونها تغيير جذري، وأوضح عضو المجلس السابق الشيخ برهان العاصي أن تشتت البيت العربي وعدم تماسكه يشكل عقبة أساسية أمام تحقيق تغيير فعلي، فضلًا عن أن التركيز على قضايا غير حقيقية مثل ملف المغيبين قد يُستخدم في إطار صفقات سياسية.

انعكاسات الوضع السياسي على كركوك

أشار قياديون مثل عزام الحمداني وأمين حسين إلى أن الفشل في تنفيذ البنود السياسية أدى إلى تعطيل مجلس المحافظة، ما انعكس سلبًا على أبناء كركوك، وتغيب شرعية الحكومة الحالية عن المشهد الشعبي والسياسي، فيما يواجه المكوّن العربي إحباطًا تجاه المشاركة في الانتخابات المقبلة، كما يعتقد البعض أن إعادة ترتيب التحالفات داخل المحافظة بين العرب والقوى التركمانية والديمقراطي الكردستاني قد يُعيد الموازنة لكن الأمر يعتمد على مدى قدرة الأطراف على تجاوز الاختلافات.

حصيلة الأزمة وتأثيرها على إدارة كركوك

بناءً على الأوضاع الحالية، هناك احتمال كبير بأن يستمر الوضع الراهن في كركوك بسبب انقسامات الأطراف الرئيسية وتفرد بعض القوى السياسية بالمشهد، وبحسب تصريحات المراقبين، فإن الحل يكمن في اتفاق شامل بين المكونات المختلفة وصولًا إلى حكومة محلية تعبر عن جميع أطياف المحافظة بما يكفل استقرارها وإعادة بناء الثقة بين ممثلي الشعب.