«تطور جديد» الترسيم مع سوريا يدخل مرحلة الخطوات العملية قريباً

يمضي ملف ترسيم الحدود اللبنانية السورية بخطوات متسارعة ومدروسة، حيث تعتبر هذه القضية من القضايا الهامة التي تؤثر بشكل كبير على استقرار البلدين، خاصة بعد اللقاء غير المتوقع بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض، والذي تمثل في رفع العقوبات عن سوريا بناءً على طلب المملكة العربية السعودية، مما أسفر عن انطلاقة جديدة لمعالجة هذا الملف الحساس.

تسليم فرنسا وثائق وخرائط تاريخية لدعم ترسيم الحدود

في إطار الجهود الدولية لحل ملف ترسيم الحدود اللبنانية السورية، قدمت فرنسا نسخًا من وثائق وخرائط تعود لفترة الانتداب الفرنسي إلى كل من لبنان وسوريا، بهدف تحديد المناطق المتداخلة وتحقيق تسوية شاملة، ويأتي هذا التطور بعد تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتوفير هذه الوثائق خلال اجتماعه مع الرئيس اللبناني جوزيف عون، مما يشير إلى اهتمام دولي كبير بهذا الملف، وقد تم تسليم الوثائق إلى الجيشين اللبناني والسوري لدراستها بشكل دقيق، وهو ما يمهد لعقد اجتماعات بين كلا البلدين لمناقشة النقاط الخلافية.

تشكيل لجان مشتركة لمعالجة مسار الترسيم

في خطوة جديدة نحو إنجاز ملف ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، تم الاتفاق خلال زيارة رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام إلى سوريا على تشكيل لجنة وزارية مشتركة تشمل وزارات الخارجية والدفاع والداخلية والعدل من كلا البلدين، هذه اللجنة ستتولى معالجة ملفات الترسيم البرية والبحرية، ومن المنتظر بدء اجتماعاتها في الفترة المقبلة، مما يعكس جدية الأطراف المتعددة في التعاون والتنسيق، وقد تم تعزيز هذه الجهود بجولة تفقدية لرئيس الحكومة على المعابر الحدودية، حيث أكد على أهمية ضبط الحدود لتحقيق السيادة والاستقرار.

التحديات الأمنية والاجتماعية أمام ترسيم الحدود

على الرغم من الخطوات الحكومية والدعم الدولي، لا يزال ملف ترسيم الحدود اللبنانية السورية يواجه عقبات عديدة، أبرزها المعابر غير الشرعية التي تُستخدم للتهريب، وكذلك ملف النازحين السوريين الذي يشكل تحدياً اجتماعياً واقتصادياً لكل من لبنان وسوريا، وتؤكد مصادر دبلوماسية التزام سوريا بتعجيل خطوات الترسيم، حيث وعد الرئيس السوري أحمد الشرع بمنع تهريب الأسلحة الإيرانية عبر الحدود، وفي المقابل تم التأكيد من الجانب اللبناني على ضرورة ضبط الحدود لتمكين الدولة من احتكار حمل السلاح.

الاجتماعات القادمة والخطط المستقبلية

تنتظر الأطراف المشاركة في ملف الترسيم اجتماعًا هامًا في الرياض نهاية الشهر الحالي لتقييم الخطوات التي تم اتخاذها، ومن المتوقع أن تشمل هذه الخطوات وضع خطة عملية تعتمد على الخرائط الفرنسية، وتشكيل لجان تقنية لمعالجة القضايا الحدودية العالقة، كما يجري دراسة إمكانية الاستعانة بخبراء فرنسيين لتقديم المشورة، وتسعى هذه الجهود إلى إغلاق المعابر غير الشرعية بشكل نهائي والحد من الحركة غير القانونية عبر الحدود.