«أزمة مستمرة» تشكيل حكومة كردستان يتأخر سبعة أشهر بعد الانتخابات

شهدت الساحة السياسية في إقليم كردستان على مدار الأشهر الماضية تأخيرًا طويلًا في تشكيل الحكومة بعد الانتخابات الأخيرة التي انعقدت في 20 أكتوبر، حيث وصلت الاجتماعات بين الحزبين الرئيسيين، الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، إلى 15 اجتماعًا دون التوصل إلى اتفاق نهائي. الخلافات الكبيرة بين الحزبين تعود إلى تفاصيل جوهرية تتعلق بتقسيم المناصب الوزارية السيادية والخدمية، مما أثر سلبًا على خطوات تشكيل الحكومة الجديدة في الإقليم.

الخلافات بين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني

يكمن جوهر الخلاف بين الحزبين في تقسيم المناصب بناءً على النتائج الانتخابية التي أظهرت الفارق الكبير بينهما، إذ حقق الديمقراطي الكردستاني 39 مقعدًا مقابل 23 مقعدًا فقط للاتحاد الوطني الكردستاني، وعلى الرغم من هذا الفارق، يسعى الاتحاد الوطني للحصول على نسبة مشاركة متساوية في الوزارات والمناصب الرئاسية، مما أثار توترات بين الطرفين، إضافة إلى ذلك، يطالب الاتحاد الوطني بثماني وزارات تتضمن وزارات سيادية، في حين منحهم الديمقراطي ست وزارات فقط، ما أحدث أزمة إضافية في المفاوضات.

المطالب المتعلقة بالرئاسات الثلاث

تعد المناصب الرئاسية في إقليم كردستان جوهر الخلافات بين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني، حيث تم تخصيص رئاسة البرلمان لصالح الاتحاد الوطني، فيما يحتفظ الديمقراطي الكردستاني برئاسة الإقليم ورئاسة الحكومة، ومع ذلك، فإن الاتحاد الوطني يطالب بحصته في المناصب القيادية بشكل أكبر مما هو معطى لهم، من الناحية الأخرى، تطالب الأطراف المعارضة بتجاوز تلك الخلافات وتقديم حل سريع بما يحترم نتائج الانتخابات.

إعادة التحالف الكردستاني: هل هو الحل؟

يعيد البعض طرح فكرة التحالف الكردستاني القديم بين الحزبين كوسيلة للخروج من الأزمة السياسية التي تشهدها الساحة الكردستانية، إذ يمكن أن يساهم هذا التحالف في التنسيق بين الحزبين في البرلمان الاتحادي والوصول إلى تفاهم حول المناصب الوزارية والرئاسات القادمة، ومع ذلك، لا تزال هذه الفكرة مُحاطة بالكثير من التحديات العملية، بما في ذلك الإصرار الزائد من الاتحاد الوطني على المناصب.

عدد الاجتماعات وطبيعتها

شهدت الأشهر السبعة الماضية عقب الانتخابات 15 اجتماعًا رسمياً بين الحزبين، وتركزت المناقشات فيها على محاولة الوصول إلى اتفاقيات ترضي الطرفين، غير أن غياب التفاهم حول توزيع المناصب كان العائق الأكبر، إذ تتعالى الأصوات المطالبة بتصفير المشاكل والخروج ببيان مشترك يسهم في إنهاء الأزمة السياسية التي تؤثر حاليًا على مستقبل الحكم في الإقليم ومبادئ تحقيق الاستقرار السياسي.

جدول الفارق في نتائج الانتخابات

الحزب عدد المقاعد
الديمقراطي الكردستاني 39
الاتحاد الوطني الكردستاني 23

إن استمرار الأزمة السياسية في إقليم كردستان يبرز أهمية الوصول إلى حل توافقي بين الحزبين الرئيسيين، فمن الضروري أن تساهم الأطراف المعنية في تقريب وجهات النظر لتجاوز هذا الجمود السياسي المثير للقلق، إذ تحتاج الساحة إلى توافق سياسي حقيقي يمكن من خلاله تشكيل الحكومة الجديدة.