«توقعات زلزالية» خبير البحوث الفلكية يكشف احتمالات هزات أرضية هادئة قادمة

عانت منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط في الآونة الأخيرة من نشاط زلزالي ملحوظ، وكان آخرها الزلزال الذي ضرب جزيرة كريت بقوة بلغت 6.2 درجة على مقياس ريختر صباح اليوم، وقد شعر به سكان عدد من المناطق في مصر، مثل القاهرة والدلتا، حيث أوضح المختصون أن تأثير هذا الحدث مرتبط بطبيعة البنية التحتية وطبيعتها.

النشاط الزلزالي وتأثيره على مصر

أوضح الدكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل في المعهد القومي للبحوث الفلكية، أن الزلزال الأخير الذي وقع بعمق المنطقة المحيطة بجزيرة كريت قد أفرز عددًا من التوابع بلغت 7 توابع حتى الآن، وتتراوح قوتها بين 3 درجات وأقل على مقياس ريختر، هذه التوابع تُعتبر ضمن الطبيعية العلمية للتغيرات التكتونية الأرضية، وهو ما يجعلها لا تشكل خطورة تؤثر على الدول البعيدة نسبياً عن مركز الزلزال مثل مصر.
وأشار الدكتور الهادي إلى أنّ مصر، التي تبعد نحو 700 كيلومتر عن منطقة الزلزال، تُصنّف كمنطقة آمنة من الزلازل المدمرة بسبب وقوعها خارج نطاق أحزمة الزلازل الكارثية. وعلى الرغم من ذلك، أكد أن المناطق التي تأثرت بصورة بسيطة مثل القاهرة والدلتا، يعود ذلك إلى هشاشة البنية التحتية الموجودة في هذه المناطق.

سجل الزلازل في مصر

في تصريح صادر عن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، رُصد زلزال آخر يوم الأربعاء 14 مايو الجاري شمال مدينة رشيد، حيث كان بقوة 6.4 درجة ووقع على بعد 631 كيلومترًا شمال منطقة رشيد، بعمق مقداره 76 كيلومترًا تحت سطح الأرض، وأوضح المعهد أن الزلزال لم يتسبب بأي خسائر في الأرواح أو الممتلكات، بل تلقى إبلاغات بالشعور بالهزة الأرضية وحدها.
من زلزالٍ آخر رُصد في التوقيت ذاته شمال مدينة مطروح والذي كان بنفس القوة والعمق وكان مركزه الجغرافي يتبع نفس خطوط الطول والعرض المحددة سابقًا، تكرر ما حدث أيضًا دون تسجيل أي أثر مادي أو بشري قد يُعتبر خسارة.

معلومات عن زلازل جزيرة كريت

تعد جزيرة كريت إحدى النقاط النشطة زلزالياً في البحر المتوسط، وتقع عند تقاطع الصفائح التكتونية لأوروبا وأفريقيا، مما يجعلها عرضة للزلازل بشكل دائم، ولعلّ أهم ما يجعل أحداث الزلازل هناك غير مدمرة رغم قوتها عُمقها الملحوظ وطبيعة الوسائل الإنشائية المستخدمة في هذه المنطقة، حيث تلعب العمارة الحديثة دورًا كبيرًا في تخفيف الأضرار.

تظل التوعية بعلوم الزلازل أمرًا بالغ الأهمية لمتابعة النشاطات الطبيعية وفهم طبيعة المناطق المتأثرة بها، ومع الأخذ بالاعتبار أن زلزال جزيرة كريت الأخير لم ينتج عنه أية خسائر مباشرة داخل مصر، إلا أنه يعيد التذكير بالاحتياطات اللازمة عند وقوع هزات مشابهة في المستقبل.