«وثائق سرية» مهندس الوحدة اليمنية الحقيقي يكشف دوره التاريخي كاملًا

يوافق اليوم الذكرى الخامسة والثلاثين لقيام الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو، حيث يعيد لنا هذا التاريخ أهمية الوحدة الوطنية كإحدى أبرز المحطات الفارقة في تاريخ اليمن ومفتاحاً لتعزيز استقراره وتنميته، فالوحدة اليمنية تمثل علامة مضيئة تؤكد قدرة اليمنيين على تجاوز التحديات وتحقيق آمال الشعب نحو مستقبل واعد أكثر استقراراً وازدهاراً.

الوحدة اليمنية وذكراها الـ35

يعتبر يوم الثاني والعشرين من مايو يوماً تاريخياً ليس فقط لليمن بل للمنطقة العربية، فهو يمثل تتويجاً لجهود كبيرة بذلت لسنوات، بداية من علاقات التعاون والتنسيق المشترك بين الزعيمين الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي والرئيس الشهيد سالم ربيع علي منذ العام 1977. وفقاً للوثائق والمصادر التاريخية، استطاع الزعيمين نقل العلاقات بين الشطرين من حالة التوتر إلى علاقات ودية قائمة على خطوات وحدوية مدروسة تعكس الإرادة الصادقة لكل طرف. وبلغ هذا التنسيق ذروته بتشكيل لجان متخصصة تعنى بمجالات عدة بما في ذلك التعليم، الاقتصاد، والدفاع، بهدف بناء أسس متينة للوحدة.

دور إبراهيم الحمدي وسالم ربيع علي في الوحدة اليمنية

في بداية عام 1977، جاءت تلك الفترة مفعمة بالخطوات الفعالة نحو الوحدة، فقد بدأ الزعيمان بتنفيذ مشاريع وحدوية، منها توحيد كتاب التاريخ ليتم تدريسه في الشمال والجنوب بشكل متكامل. كما شهد هذا العام لقاءات ثنائية مهمة، بدأت في منطقة قعطبة في فبراير وانتهت بلقاء تاريخي في صنعاء في أغسطس حيث استُقبل الرئيس سالم ربيع علي بحفاوة بالغة وتم توقيع اتفاقيات تعنى بتوحيد الجهود المشتركة بين الشطرين. ووفق مصادر عدة، كان الاتفاق يشمل تشكيل مجالس موحدة في مجالات الدفاع والاقتصاد والخارجية، وهي خطوات أولية نحو تحقيق الهدف الأكبر في الوحدة اليمنية.

الحرب الباردة بين الشطرين وأدوار إقليمية

رغم الجهود المكثفة نحو الوحدة، واجه هذا المشروع تحديات متعلقة بالدور الإقليمي والدولي، حيث عملت بعض القوى الخارجية، وعلى رأسها النظام السعودي، على إضعاف جهود الوحدة بين الشمال والجنوب، بل وشجعت على نشوب خلافات وصراعات داخلية بين الشطرين. لكن الوحدة لم تكن مجرد مسعى سياسي عابر، بل رؤية وطنية قائمة على الإدراك العميق من الزعيمين أن مصير اليمن لا ينفصل عن وحدته، والسعي لبناء دولة موحدة قادرة على مواجهة كافة التهديدات.

مشاريع الوحدة اليمنية في عهد الحمدي

من أبرز مشاريع الوحدة التي تمّ العمل عليها، توحيد المناهج الدراسية بما يتماشى مع روح الوحدة الوطنية. كما بدأ الحمدي الإعداد لتوحيد الجوانب الرمزية الأخرى كالنشيد الوطني والعلم، وهو ما يعكس مدى جدية مساعيه لتنفيذ المشروع الوحدوي بشكل كامل. وتشير المصادر التاريخية إلى خطة تدريجية لدمج النظامين تحت رئاسة واحدة، وإيجاد دولة موحدة تضمن حقوق جميع اليمنيين.

نتائج الوحدة اليمنية وأهميتها

إن الوحدة اليمنية التي تحققت رسمياً في عام 1990 أثبتت أنها ضرورة وطنية نابعة من الإرادة الشعبية والرؤية السياسية الحكيمة. وقد ساهمت في تعزيز الاستقرار وتعزيز مكانة اليمن الإقليمية والدولية، كما أنها تحمل رسالة واضحة بأن التلاحم الوطني قادر على مواجهة أي تحديات خارجية أو داخلية قد تعيق عجلة التنمية والسلام.