«قفزة كبيرة» الذهب يرتفع إلى 3320 دولارًا مع تراجع قيمة الدولار

شهدت أسعار الذهب العالمي اليوم ارتفاعًا ملحوظًا مسجلة أعلى مستوى لها في أسبوع، وجاء هذا نتيجة تراجع الدولار الأمريكي واستمرار الاضطرابات الاقتصادية المرتبطة بمشروع قانون الضرائب الجديد في الولايات المتحدة، مما ساهم في زيادة الطلب على الذهب الذي يُعتبر ملاذًا آمنًا.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب عالميًا

أظهرت التحليلات الاقتصادية أن سعر أونصة الذهب ارتفع بنسبة 0.6% اليوم ليصل إلى 3320 دولار للأونصة بعد أن افتتح التداول عند 3292 دولار، وفقًا لتقرير جولد بيليون، ويأتي هذا بعد ارتفاع بنسبة 1.8% سجلها الذهب بالأمس، مما يعكس عودة تدريجية في الطلب على المعدن النفيس منذ بداية الأسبوع، وكان هذا بعد هبوط كبير شهده السوق خلال الأسبوع الماضي.
تراجع الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له في أسبوعين بسبب تخفيض وكالة التصنيف موديز لتصنيف الولايات المتحدة، إضافة إلى اعتراضات الكونغرس الأمريكي على مشروع قانون ترامب للتخفيضات الضريبية والإنفاق، إذ تخشى الأطراف السياسية من تأثيراتها على التمويل الحكومي؛ هذا التراجع في قيمة الدولار دعم بشكل مباشر ارتفاع الذهب.

تأثير التوترات الجيوسياسية على أسعار الذهب

الوضع الجيوسياسي العالمي شكل عاملًا آخر في دعم ارتفاع أسعار الذهب، حيث أفادت تقارير عن إمكانية شن هجوم عسكري من الكيان الصهيوني على إيران، وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم التوترات في المنطقة ويعزز الطلب على الذهب، إذ يعتبر خيارًا مفضلًا للمستثمرين وقت الأزمات.
إضافة إلى ذلك، استمر مسؤولون في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بالإشارة إلى التداعيات المحتملة لغياب استقرار التجارة العالمية، إلا أنهم أكدوا عدم نية البنك خفض أسعار الفائدة قريبًا، هذا المزيج من التوترات الاقتصادية والسياسية يضع الذهب ضمن توجه تصاعدي على المدى المتوسط والطويل، إذ يسعى للعودة إلى مستويات تاريخية مثل 3500 دولار للأونصة.

أداء الاستثمارات المدعومة بالذهب

شهدت صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب تراجعًا كبيرًا في التدفقات النقدية للأسبوع الثاني على التوالي، حيث بلغ إجمالي التدفقات الخارجة 30 طن من الذهب؛ تأثرت الصناديق الأمريكية بنسبة 19.8 طن تليها الصناديق الأسيوية بـ 5.3 طن، ويعد هذا الانخفاض هو الأكبر منذ سبتمبر 2022.

أسعار الذهب في السوق المحلي

بدأ الذهب في السوق المصري تداولات هذا اليوم على ارتفاع مسجلًا 4640 جنيه للجرام مقارنة بـ 4635 جنيه عند الافتتاح، وقد شهد الذهب محليًا ارتفاعًا يوم أمس بقيمة 90 جنيه ليغلق عند 4630 جنيه، يأتي هذا الارتفاع بالتزامن مع استعادة الذهب العالمي مستويات الصعود الجديدة؛ ومع ذلك، فإن الانخفاض التدريجي في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه أدى إلى محدودية مكاسب المعدن النفيس.
التراجع في سعر صرف الدولار يحدث بفعل استقرار الوضع الاقتصادي والمالي في مصر وقدرة الدولة على الوفاء بكافة الالتزامات الخارجية، وهو ما يقلل الضغط على احتياطي النقد الأجنبي، هذا التوازن يدعم استقرار الأسواق ولكنه قد يؤثر سلبًا على فرص تعافي أسعار الذهب محليًا.