«ارتفاع جديد» الذهب يسجل أعلى مستوى خلال أسبوع بسبب القلق الأميركي

تشهد أسعار الذهب ارتفاعًا مستمرًا، حيث وصلت يوم الأربعاء إلى أعلى مستوياتها خلال أكثر من أسبوع، يأتي هذا الصعود نتيجة تراجع الدولار واهتمام المستثمرين بالملاذات الآمنة وسط حالة من عدم اليقين المالي في الولايات المتحدة، يتداول الكونغرس الأمريكي حاليًا مشروع قانون ضريبي شامل، مما يساهم في تعزيز الطلب على الذهب كأداة للتحوط.

أسعار الذهب وأداء الأسواق

شهد سعر الذهب الفوري ارتفاعًا بنسبة 0.5% ليصل إلى 3305.39 دولار للأونصة في التعاملات الصباحية، وسجل أعلى مستوياته منذ 12 مايو وفق تقديرات جلسة التداول، كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.7% لتصل إلى 3307.30 دولار، تزامنًا مع ضعف الدولار الأمريكي الذي انخفض إلى أسوأ مستوياته منذ 7 مايو، انخفاض الدولار يجعل الذهب المُسعّر بالدولار أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى؛ وهو ما أدى إلى تعزيز الطلب العالمي على المعدن النفيس.

عوامل تدعم صعود أسعار الذهب

تُعد أسعار الذهب حساسة للغاية للتغيرات في السوق خاصة ما يتعلق بالدولار وأسعار الفائدة، المحلل إدوارد ماير من “ماريكس” أوضح أن الخسائر التي تكبدها الدولار بسبب تخفيض تصنيفه والتشكيك في قانون الضرائب الأمريكي الجديد انعكست إيجابيًا على الذهب، فضلاً عن تصريحات المسؤولين حول سياسات تجارية وتوترات اقتصادية كان لها دور في دعم التوجه نحو الاستثمار في الذهب.

أثر انخفاض الدولار على المعدن الأصفر

يشير محللون إلى أن الدولار يُعتبر أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على أداء أسواق الذهب، فقد انخفض مؤشر الدولار خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية بأكثر من نقطة كاملة، هذا الانخفاض كان نتيجة مشاعر القلق بشأن قدرة الإدارة الأمريكية على تمرير قانونها الضريبي، ما دفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة كشراء الذهب، مما زاد الطلب بشكل كبير وأدى بدوره إلى ارتفاع أسعاره.

توقعات مستقبلية لأسعار الذهب

توقع تيم ووترر، كبير محللي السوق في “كيه سي إم تريد”، استمرار الزخم التصاعدي للذهب على المدى البعيد، مشيرًا إلى أن العوامل السياسية والاقتصادية تلعب دورًا حاسمًا في تحديد اتجاهات السوق، لكن قد تظهر معوقات مثل أي أخبار إيجابية عن صفقات تجارية أو اتفاقات اقتصادية يمكن أن تخفض من أسعار الذهب، التوقعات حاليًا تشير إلى إمكانية تحقيق الذهب مستوى 3500 دولار في حال استمرار الظروف الداعمة.

معادن أخرى وتوجهات السوق

إلى جانب الذهب، شهدت المعادن الأخرى تغيرات لافتة، فقد انخفض البلاديوم بنسبة 1.2% ليصل إلى 1001.41 دولار بعد أن سجل أعلى مستوياته منذ فبراير، في حين تراجعت الفضة بنسبة 0.1% لتسجل 33.03 دولار للأونصة، أما البلاتين فقد شهد انخفاضًا أكبر بنسبة 0.7% ليصل إلى 1046.70 دولار للأونصة، تستخدم هذه المعادن، خاصة البلاديوم، في مجالات تصنيع السيارات، مما يجعل التغيرات في هذه القطاعات عاملًا مؤثرًا في أسعارها.

دور القطاع الصناعي في تقلبات الأسعار

يبرز الطلب الصناعي كمحرك رئيسي لتطور أسعار المعادن، يستخدم البلاديوم والبلاتين في صناعة المحولات الحفازة التي تقلل انبعاثات العادم في السيارات، توجه شركات السيارات نحو تقنيات الهجين بدلاً من السيارات الكهربائية قد يؤدي إلى زيادة الطلب على هذه المعادن، هذا الطلب المدعوم بتحولات صناعية كبرى قد يساهم بشكل كبير في تقلبات الأسواق ويؤثر على تقديرات المحللين للأسعار المستقبلية.