«انخفاض جديد» الذهب يتراجع مع تراجع الطلب وهدوء الأزمات الجيوسياسية

تراجعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ مع يوم الثلاثاء، حيث أدى الارتفاع الطفيف في قيمة الدولار الأمريكي والتوازنات الجيوسياسية إلى تهدئة الطلب على أصول الملاذ الآمن، مع ذلك، ظل الذهب عند مستويات قوية بعد الارتفاعات الأخيرة التي سجلها خلال الأشهر القليلة الماضية، ويعكس هذا السوق المتذبذب تأثر الذهب بالتغيرات الاقتصادية والسياسات العالمية.

أسباب تراجع أسعار الذهب

تراجعت أسعار الذهب بسبب عدة عوامل متداخلة، أولها هو ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي الذي جعل الذهب أقل جاذبية للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى، حيث استعاد الدولار عافيته بعد انخفاض في الجلسة السابقة، من جهة أخرى، أثرت التفاؤلات بشأن إمكانية وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا بشكل أساسي على الحد من الإقبال على الذهب.

العوامل الرئيسية التأثير
ارتفاع الدولار تراجع الطلب على الذهب
وقف إطلاق نار محتمل انخفاض اللجوء للملاذات الآمنة

تحليل الأسواق وأداء الذهب

بينما شهدت أسعار الذهب الفوري انخفاضًا بنسبة 0.5% ليصل إلى 3,214.17 دولارًا للأوقية، تراجعت العقود الآجلة أيضًا بنسبة 0.6% لتصل إلى 3,215.60 دولارًا، مع هذا الانخفاض، ظهر ارتفاع في أسواق الأسهم الإقليمية، مما يعكس تحولًا في اهتمامات المستثمرين من الذهب إلى أصول أخرى، كما بدا التأثير الإيجابي على الأسهم الآسيوية الإقليمية كنتيجة لخفض البنوك المركزية في كل من الصين وأستراليا أسعار الفائدة.

توقعات مستقبلية لسوق الذهب

من المتوقع أن تشهد أسعار الذهب مستويات من التذبذب خلال الفترة المقبلة، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب رئيسية تشمل استمرار الغموض بشأن السياسة المالية الأمريكية وتأثيراتها على الأسواق، كما أن تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد تضيف مزيدًا من التشويش حول مسارات أسعار الفائدة، من جهة أخرى، يُعتبر تخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة عاملًا محفزًا قد يعيد الاهتمام بالأصول الآمنة، بما في ذلك الذهب.

الارتباط بين الذهب والسياسات الاقتصادية

إن الذهب لا يعتمد فقط على العوامل الجيوسياسية لكنه يتأثر أيضًا بشكل كبير بالسياسات النقدية، فعلى سبيل المثال، تشير التوقعات إلى تخفيضات في أسعار الفائدة الأمريكية خلال الأشهر المقبلة، وهو ما قد يزيد من جاذبية الذهب كخيار ملاذ آمن للمستثمرين على المدى المتوسط، وبالرغم من التراجع الحالي، يظل الذهب عند مستويات أعلى من 3000 دولار للأوقية بعد الطفرات التي شهدها هذا العام.

أداء المعادن الأخرى وسوق الأسهم

لم يقتصر التراجع على الذهب فقط، فقد شهدت أسعار الفضة انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.4% لتصل إلى 32.23 دولارًا، بينما حقق البلاتين ارتفاعًا بنسبة 0.8% ليبلغ 1,005.45 دولارات، أما سوق الأسهم فقد شهد بعض الانتعاش، مدعومًا ببعض الإجراءات في الأسواق الآسيوية والتي شملت خفض الفائدة وتوسيع خيارات التمويل، إلا أن التأثيرات العالمية كانت واضحة على العملات الصناعية كالبلاديوم والنحاس.