«أسعار الذهب» ارتفاع هامشي محليًا وعالميًا وسط تأثير عوامل مختلفة

شهدت أسعار الذهب ارتفاعات ملحوظة خلال تعاملات السوق المحلية والبورصة العالمية اليوم، نتيجة تأثرها بعدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية متباينة، ويتوقع المحللون استمرار هذا التأثير القوي على المؤشر العام لأسعار الذهب عالميًا ومحليًا، حيث يجذب الذهب اهتمام المستثمرين كوسيلة للتحوط في ظل المتغيرات المالية العالمية.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب اليوم

صرح المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، سعيد إمبابي، أن أسعار الذهب في الأسواق المحلية ارتفعت بمقدار 5 جنيهات مقارنة بتعاملات أمس، حيث سجل الذهب عيار 21 وهو الأكثر تداولًا 4555 جنيهًا، وصعدت الأوقية عالميًا بمقدار 3 دولارات لتصل إلى 3237 دولارًا، هذا الارتفاع جاء مدعومًا باستمرار الطلب القوي إلى جانب التأثيرات الجيوسياسية المتعددة.
أما باقي أعيرة الذهب، فقد شهدت بدورها زيادات ملحوظة أيضًا؛ حيث بلغ عيار 24 نحو 5206 جنيهات، وعيار 18 حوالي 3904 جنيهات، بينما بلغ عيار 14 نحو 3037 جنيهًا، كما وصل سعر الجنيه الذهب إلى 36440 جنيهًا، لتسجل أسواق المعدن الأصفر تحركات إيجابية خلال هذه الفترة، رغم الارتفاع التدريجي للأسعار.

حركة المبيعات المحلية للذهب

أشار سعيد إمبابي إلى أن هناك نشاطًا ملحوظًا في مبيعات الذهب في السوق المحلي خاصة مع موسم الزواج بعد عيد الأضحى، ما أدى إلى زيادة حركة الشراء وإنعاش تجارة المشغولات الذهبية، إلا أن ارتفاع الأسعار دفع الشركات إلى تقليل أوزان المشغولات الذهبية لتكون أكثر تناسبًا مع قدرة المواطنين الشرائية، حيث بات اتجاه التحوط والادخار عبر السبائك والجنيهات هو الخيار الأكثر انتشارًا بين المشترين.
من ناحية أخرى، سجلت الفضة أيضًا انتعاشًا نسبيًا في الطلب المحلي؛ إذ يلجأ العديد من المواطنين إلى شرائها كأداة بديلة للحفاظ على القيمة المالية، خصوصًا مع انخفاض تكلفتها مقارنة بالمعدن الأصفر، ومحدودية النمو في القوة الشرائية المتاحة.

العوامل المؤثرة في أسعار الذهب

تتسبب العديد من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية في تقلب أسعار الذهب، حيث أثرت الاتفاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين إيجابيًا على تهدئة الأسواق والحد من الصعود المفاجئ للذهب، في المقابل، ألقت مخاوف تراجع التصنيف الائتماني للديون الأمريكية من وكالة موديز بظلال سلبية على الاقتصاد العالمي، مما دعم طلب المستثمرين على الذهب كملاذ آمن.
كذلك تشير التوقعات إلى ارتفاع محتمل لأسعار الذهب إلى مستويات قياسية خلال السنوات المقبلة، حيث يمكن أن تصل إلى 2700 دولار للأوقية بحلول نهاية 2025، وربما تسجل 5000 دولار بحلول 2027 إذا استمرت الظروف الاقتصادية الراهنة، وتشمل العوامل المؤثرة الرئيسية قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، واستمرار البنوك المركزية في زيادة احتياطاتها من الذهب.

توقعات أسعار الذهب المستقبلية

يبقى مصير أسعار الذهب مرتبطًا بالسياسات النقدية العالمية، فخفض أسعار الفائدة عالميًا سيعزز من قيمته، بينما قد تشهد الأسواق استقرارًا نسبيًا إذا عادت الثقة للاستثمارات الأخرى، وإلى حين ذلك، سيظل الذهب هو الخيار الأول للمستثمرين الباحثين عن الثبات وسط حالة عدم الاستقرار.