«تفاؤل عالمي» أسعار الذهب تتراجع مع آمال تهدئة الأزمة الأوكرانية

شهدت أسعار الذهب اليوم انخفاضًا ملحوظًا مدفوعة بحالة من التفاؤل حول إمكانية التوصل إلى هدنة بين روسيا وأوكرانيا، إلى جانب ارتفاع طفيف في قيمة الدولار الأمريكي، وقد أدت هذه العوامل إلى تغير واضح في أداء سوق الذهب، مما أثر على قرارات المستثمرين، خاصة أن الذهب عادة ما يعتبر ملاذًا آمنًا في ظل الأزمات الجيوسياسية والاقتصادية.

أسعار الذهب والتغيرات الأخيرة

سجلت أسعار الذهب الفوري تراجعًا بنسبة 0.4%، ليبلغ سعر الأوقية 3215.31 دولار، كما انخفضت عقود الذهب الأمريكية بنسبة 0.5% لتصل إلى 3218.40 دولار، ويأتي هذا التراجع العابر رغم المكاسب القوية التي حققها الذهب هذا العام بنسبة بلغت 23%، حيث كان مدعومًا بالتطورات السياسية والاقتصادية على مستوى العالم، خصوصًا التوترات الجيوسياسية.

دور الدولار الأمريكي في تحركات الذهب

تعافى الدولار الأمريكي بشكل طفيف بعد أن وصل إلى أدنى مستوياته خلال الأسبوع، وهو ما ساهم في تقليل جاذبية الذهب المقوم بالدولار كاستثمار، فارتفاع قيمة الدولار يجعل معدن الذهب أعلى تكلفة لحائزي العملات الأخرى، مما يقلل من حجم الطلب عليه، وقد أكد العديد من المحللين في الأسواق المالية هذا الأثر، حيث أشار كايل رودا، وهو محلل في كابيتال دوت كوم، إلى أن تفاؤل الأسواق بشأن مفاوضات السلام لعب دورًا في تخفيض الطلب على الذهب بشكل مؤقت.

تفاؤل الأسواق حول مفاوضات السلام

ارتفعت توقعات التفاؤل بعد الإعلان عن محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا، وقد أشار الرئيس الأمريكي إلى بدء مفاوضات فورية مع الجانب الروسي لوقف إطلاق النار، وتعد هذه المستجدات مؤشرًا إيجابيًا يدفع المستثمرين إلى الانتقال من الأصول الآمنة مثل الذهب إلى الأصول ذات المخاطر الأعلى، ويعتقد الخبراء أن استمرار التراجع مرتبط بتغير التوترات الجيوسياسية خلال الفترة المقبلة.

الأداء السنوي للذهب وتأثير الأسواق

بالرغم من الانخفاض الأخير، فقد نجح الذهب في تحقيق أداء قوي على مدى العام الحالي بزيادة قاربت 23% مدعومًا باضطرابات الأسواق العالمية، مثل تخفيض التصنيف الائتماني الأمريكي، وإجراءات الاحتياطي الفيدرالي، إلا أن مسؤولي الاحتياطي لا يزالون يحذرون من تقلبات قد تؤثر على أداء المعادن الثمينة مستقبلًا، مما يجعل سوق الذهب متأهبًا لأي تقلب جديد.

تغيرات أسعار المعادن الأخرى

شهدت المعادن النفيسة الأخرى تغيرات طفيفة، حيث انخفضت الفضة بنسبة 0.3% إلى 32.25 دولار للأوقية، فيما شهد البلاتين ارتفاعًا بنسبة 0.3% ليصل إلى 1000.71 دولار، أما البلاديوم فقد تراجع بشكل طفيف بنسبة 0.1% ليبلغ سعره 973.74 دولار للأوقية، وقد أثرت هذه التغيرات على القطاعات المتداخلة مع المعادن النفيسة، لكنها بقيت ضمن نطاقات مستقرة نسبيًا مقارنة بالذهب.

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب عالميًا

• تحركات الدولار الأمريكي، حيث يرتبط أداؤه بتكاليف شراء الذهب عالميًا.
• المناخ السياسي وتأثير المنازعات الدولية على استقرار الأسواق.
• سياسات البنوك المركزية، مثل إجراءات الفيدرالي الأمريكي وتحديد أسعار الفائدة.
• إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة وفقًا للأوضاع الاقتصادية السائدة.