«تراجع ملحوظ» الذهب ينخفض وسط صعود الدولار وآمال التهدئة بين موسكو وكييف

شهدت أسعار الذهب اليوم انخفاضًا ملحوظًا بالتزامن مع صعود محدود لسعر الدولار الأمريكي، وقد جاء هذا التراجع بسبب التفاؤل المتنامي بإمكانية التوصل إلى حلول ديبلوماسية للنزاع بين روسيا وأوكرانيا، الأمر الذي أثر سلبًا على جاذبية الذهب بوصفه ملاذًا آمنًا يعتمد عليه المستثمرون في الأوقات غير المستقرة اقتصاديًا أو سياسيًا.

أسعار الذهب اليوم

انخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.4% ووصل إلى 3215.59 دولارًا للأونصة، كما تراجعت العقود الآجلة في السوق الأمريكية بنفس النسبة لتسجل 3220.70 دولارًا، وقد ساهم التعافي الجزئي الذي شهده الدولار الأمريكي بعد تسجيله أدنى مستوياته في أكثر من أسبوع في زيادة كلفة شراء الذهب على المستثمرين غير المقيدين بالدولار، مما جعلهم أكثر ترددًا في شراء المعدن النفيس.

التأثيرات السياسية على أسواق الذهب

أوضح كايل رودا، محلل الأسواق في “كابيتال دوت كوم”، أن هناك تفاؤلًا يحيط بإمكانية حل الصراع الروسي الأوكراني، حيث ساعدت التطورات الدبلوماسية في تعزيز هذا الشعور، ويبدو أن المفاوضات التي جرت بين الولايات المتحدة وروسيا كان لها أثر واضح في إعطاء الأسواق دفعة لاستيعاب تداعيات خفض التصنيف الائتماني الأمريكي، إذ أشارت هذه التحركات إلى إمكانية فتح المجال نحو التوصل إلى هدنة شاملة بين الطرفين.

التوجهات الحالية للمستثمرين

صرّح رودا أن المستثمرين يميلون إلى الاتجاه لشراء الذهب عند وصول سعره إلى أقل من 3200 دولار، إلا أن استمرار الضغوط الاقتصادية والسياسية في الأسواق يجعل من الصعب التنبؤ بعودة الذهب إلى مستويات نمو إيجابية قوية في القريب العاجل، فالاضطرابات الجيوسياسية في أي لحظة قد تحفز على صعود جديد للأسعار، بينما الهدوء النسبي في هذه النزاعات قد يزيد من الضغط السلبي على المعدن.

السياسات النقدية وأسعار الفائدة

مع استمرار التأثيرات المتباينة لخفض التصنيف الائتماني وعوامل السوق الأخرى، ينتظر المستثمرون اليوم تصريحات جديدة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لمعرفة الاتجاه العام لأسعار الفائدة، وتشير التوقعات الحالية إلى احتمال خفض الفائدة بنحو 54 نقطة أساس خلال هذا العام مع بدء التنفيذ المتوقع في أكتوبر المقبل، وهو ما قد ينعكس مباشرة على أسعار الذهب إذا تراجعت حدة الفوائد.

معادن ثمينة أخرى

لم تقتصر التراجعات على الذهب فقط، بل شملت أيضًا المعادن الثمينة الأخرى، فقد انخفضت الفضة بنسبة 0.6% وسجلت 32.17 دولارًا للأونصة، بينما شهد البلاتين حالة من الاستقرار عند مستوى 998.04 دولارًا، في حين تراجع البلاديوم بنسبة 0.3% ليصل سعره إلى 971.84 دولارًا، وتشير هذه التحركات إلى أن الأسواق العالمية تعاني من توترات متزامنة تؤثر على جميع المنتجات المرتبطة بالمعادن بشكل عام.