«قمة بغداد» الاقتصاد الواعد وأبعادها السياسية هل ترسم ملامح جديدة؟

قمة بغداد العربية الأخيرة شكلت تحولًا محوريًا في المشهد الإقليمي والدولي، ووضعت العراق في موقع استراتيجي مؤثر على مستوى العلاقات السياسية والاقتصادية، ما يبرز أهمية المخرجات التي تم تحقيقها عبر هذا الحدث التاريخي، الذي شهد اهتمامًا عربيًا ودوليًا واسعًا بالنظر إلى السياقات الراهنة والمتغيرات الإقليمية.

قمة بغداد العربية وأبعادها الاقتصادية والسياسية

أكد رئيس مركز اليرموك للدراسات الاستراتيجية أن قمة بغداد ليست مجرد قمة اعتيادية، بل تعد نقطة تحول نوعية للعراق، حيث جاءت في ظل تحديات اقتصادية وسياسية عديدة، وقدمت نموذجًا جديدًا للدور الفاعل في الشرق الأوسط، إذ أدت مناقشات القمة إلى وضع رؤية أكثر عمقًا لمعالجة الأزمات الإقليمية، كما عملت على تعزيز دور العراق كمحور تعاون عربي بعيدًا عن التوترات والانقسامات.

انعكاسات القمة على العلاقات الدولية والإقليمية

خلال لقاء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش مع رئيس الوزراء العراقي، أعرب عن تقديره للمستوى التنظيمي لقمة بغداد، وأكد على التزام الأمم المتحدة بدعم برامج العراق التنموية ومساعيه لتعزيز الأمن والاستقرار، تعكس هذه الجهود ما يحمله العراق من أهداف استراتيجية طويلة المدى لضمان مستقبل أفضل لشعبه، إضافة لما حققته القمة من تعزيز لعلاقات العراق مع الدول العربية والمجتمع الدولي على حد سواء.

مخرجات القمة: تشكيل اللجنة العربية الجديدة

من أهم نتائج القمة جاء تشكيل لجنة عربية تضم العراق والبحرين وتفتح أبوابها لدول أخرى ترغب في الانضمام، وفق ما أعلنه الناطق باسم الحكومة العراقية، تهدف اللجنة إلى تقديم حلول عربية للأزمات الإقليمية مثل القضية الفلسطينية والأوضاع في غزة ولبنان، كما تمثل انعكاسًا لاستراتيجية العراق في تعزيز التعاون العربي والعمل المشترك بعيدًا عن الاصطفافات الأحادية.

مكانة العراق كمركز للتعاون الإقليمي

بفضل مخرجات قمة بغداد، يبرز العراق الآن كمنصة رائدة لحل القضايا العربية المتشابكة، حيث أصبح طرفًا فاعلًا يساهم في تصدير الحلول السياسية والدبلوماسية لقضايا طالما كانت معقدة ومتشابكة، وقد أكد العراق على أنه يسعى لاستغلال هذا الزخم لتعظيم مكتسباته سواء من حيث تعميق الشراكات العالمية أو تطوير بناه التحتية والنهوض بواقعه الاقتصادي والاجتماعي.

التحديات والفرص المستقبلية بعد قمة بغداد

مع كل ما تحقق من نجاحات، تأتي التحديات التي تتطلب متابعة دؤوبة من الحكومة العراقية، سواء على صعيد تطبيق خطط التنمية الطموحة، أو العمل على جذب استثمارات نوعية تحفز النمو الاقتصادي، حيث تبقى قمة بغداد فرصة ذهبية لرسم مستقبل أفضل ومزدهر للعراق والمنطقة، كما تؤكد حرص العراق على تكريس دوره المحوري في العالم العربي بشكل يعزز مكانته ويخدم المصالح المشتركة.