«قفزة جديدة» أسعار الذهب ترتفع مع تراجع الدولار وتهديدات ترامب بالرسوم

ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ خلال تعاملات اليوم، وهو ما يعكس توجهات السوق في ظل تراجع قيمة الدولار الأمريكي وتجدد المخاوف التجارية على الساحة العالمية، إذ شكلت التهديدات الجمركية التي أشار إليها وزير الخزانة الأمريكي دعماً رئيسياً لإقبال المستثمرين على الذهب باعتباره الوجهة الأكثر أماناً خلال فترات الاضطراب الاقتصادي، ويلعب الذهب دوراً رئيسياً كمؤشر اقتصادي حساس للتقلبات العالمية.

ارتفاع أسعار الذهب وتأثير تراجع الدولار عليها

سجل الذهب في المعاملات الفورية زيادة بنسبة 0.4% ليصل إلى 3215.62 دولاراً للأونصة، كما شهدت العقود الآجلة للذهب صعوداً بنسبة 1.02% إلى مستوى 3219.60 دولاراً، ويأتي هذا الارتفاع بعد الانخفاض الذي شهده الذهب يوم الجمعة الماضي بنسبة تفوق 2%، حيث تأثرت الأسواق السابقاً بتراجع المخاطر الناتجة عن اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين، إلا أن ضعف مؤشر الدولار بنسبة 0.3% أدى إلى جعل الذهب أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى، مما ساهم في زيادة الطلب عليه كملاذ آمن.

التوترات التجارية وعلاقتها بارتفاع أسعار الذهب

أدت تصريحات وزير الخزانة الأمريكي إلى تكثيف المخاوف بشأن عودة فرض الرسوم الجمركية، حيث حذر من تطبيقها على الشركاء التجاريين الذين لا يبدون التزاماً بالتفاوض، هذا التوجه السياسي يثير القلق في الأسواق ويعزز اللجوء إلى الذهب كأداة تحوط، كما أضاف المحلل تيم ووترر أن خفض وكالة موديز للتصنيف الائتماني للولايات المتحدة قد عزز المخاطر المرتبطة بالاقتصاد، مما ساعد على استعادة الذهب لبعض من زخمه.

دور الذهب كملاذ آمن وسط الاضطرابات الاقتصادية

يظل الذهب أحد الخيارات الرئيسية التي يعتمد عليها المستثمرون خلال الأزمات الاقتصادية، فهو أداة تحوط فعّالة في مواجهة التقلبات الجيوسياسية وعدم استقرار الأسواق المالية، وتزداد أهميته في ظل انخفاض معدلات الفائدة التي تُفقد الاستثمارات التقليدية جاذبيتها، هذا ما جعله يستقطب انتباه الكثيرين خصوصاً في ظل التغيرات الحالية والمستقبل غير الواضح.

أداء المعادن النفيسة الأخرى في الأسواق

لم يقتصر الارتفاع على الذهب فقط، بل سجلت المعادن النفيسة الأخرى مكاسب أيضاً، حيث ارتفعت الفضة بنسبة 0.5% لتصل إلى 32.42 دولاراً للأونصة، فيما ازداد البلاتين بنسبة 0.3% ليصل إلى 990.71 دولاراً، وصعد البلاديوم بمعدل 0.5% ليبلغ مستوى 965.23 دولاراً، تشكل هذه الأرقام مؤشراً قوياً يدل على ارتفاع الطلب على المعادن الثمينة بشكل عام كملاذات آمنة وتحوط ضد التقلبات في الأسواق العالمية.

العوامل الداعمة لأسعار الذهب

  • ضعف أداء الدولار الأمريكي في السوق العالمية، مما عزز الطلب على الذهب.
  • تجدد التوترات التجارية العالمية وزيادة المخاوف بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية.
  • خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من قبل وكالة موديز.
  • دور الذهب التقليدي كأداة استثمارية آمنة في أوقات الأزمات الاقتصادية.

مع استمرار التوجس العام بشأن التغيرات الاقتصادية والسياسية حول العالم، يبدو أن الذهب سيظل يشهد المزيد من التقلبات، حيث يرتبط أداؤه ارتباطًا وثيقًا بالتطورات الجيوسياسية وأسعار الدولار ومعدلات الفائدة.