«اتفاق جديد» الأردن وسوريا يعلنان إنشاء مجلس لتنسيق التعاون الثنائي

أعلنت الحكومة الأردنية موافقتها على إنشاء مجلس للتنسيق الأعلى بين المملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية العربية السورية، ويهدف المجلس إلى تعزيز العلاقات الثنائية ودفعها خطوات جديدة نحو التنظيم والشمولية، حيث سيتم التركيز على التعاون في القطاعات الحيوية كالتجارة والطاقة والنقل، ما يعكس رغبة الطرفين في فتح صفحة جديدة من التعاون البناء.

مجلس التنسيق الأعلى لدعم التكامل بين الأردن وسوريا

يأتي الإعلان عن إنشاء مجلس التنسيق الأعلى بين الأردن وسوريا استنادًا إلى اتفاق مشترك بين البلدين ويشكل خطوة مهمة على صعيد تعزيز الشراكة الثنائية، حيث يعكس هذا القرار توجهًا جادًا نحو تطوير العلاقات بين عمان ودمشق ضمن إطار منهجي ومستدام؛ يتمثل الهدف الأساسي للمجلس في تنظيم التعاون بين البلدين في المجالات الأساسية مثل الصحة والطاقة والنقل والتجارة، مع التطلع لتوسيع الأنشطة المستقبلية لتشمل قطاعات أخرى كالتعليم والزراعة والسياحة.

تفاصيل عمل مجلس التنسيق الثنائي بين عمان ودمشق

سيتضمن المجلس في عضويته وزراء من كلا الجانبين يمثلون القطاعات المستهدفة بالتعاون، ومن المقرر أن يعقد المجلس اجتماعات دورية كل ستة أشهر، مع إمكانية عقد اجتماعات استثنائية عند الضرورة، حيث سينظم المجلس اجتماعاته بالتناوب بين البلدين، مع بدء الجلسة الأولى في العاصمة الأردنية عمان، ويمثل هذا الترتيب آلية مرنة وفعالة تتيح للطرفين معالجة القضايا المشتركة ومواكبة التطورات الإقليمية والدولية في سياق منظم ومدروس.

الأهداف الاستراتيجية لمجلس التنسيق بين الأردن وسوريا

يهدف إنشاء هذا المجلس إلى فتح آفاق جديدة للتكامل الاقتصادي والسياسي بين الأردن وسوريا، حيث تسعى البلدان إلى مواجهة التحديات الاقتصادية المشتركة والعمل على تعزيز الاستقرار الإقليمي، ومن المتوقع أن يسهم هذا المجلس في معالجة ملفات مهمة مثل تحسين التعاون التجاري وإعادة تفعيل مشاريع النقل والطاقة الإقليمية، كما يعد تعزيز الثقة وحل النزاعات القائمة ضمن أولوياته، ما يعزز من قدرة الدولتين على تحقيق مكاسب عملية على مستوى العلاقات الثنائية.

الأزمات المشتركة وأهمية التعاون بين الأردن وسوريا

تبدو أهمية التعاون الأردني السوري بارزة في ظل الأزمات المشتركة التي يعاني منها البلدان، أهمها التحديات الأمنية والاقتصادية مثل تهريب المخدرات عبر الحدود والضغوط الناتجة عن أزمة النازحين السوريين، يعتبر المجلس فرصة لحوار مستدام يعالج هذه التحديات بصورة منهجية بدلًا من الحلول المؤقتة التي لم تثبت فعاليتها في الفترة الماضية، ويعكس ذلك استعداد الحكومة الأردنية للعمل عن قرب مع نظيرتها السورية لتحقيق نتائج ملموسة.

العلاقات الأردنية السورية وإعادة بناء جسور التعاون

تشكل عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية وتحركات الأردن لتعزيز التواصل مع دمشق عاملًا مساعدًا في دفع التعاون الثنائي قدمًا، فإعادة فتح الروابط مثل مشروعات الربط الكهربائي وخطوط النقل التجاري بين البلدين ستكون إحدى الثمار الرئيسية لإنشاء هذا المجلس، كما يمثل هذا الإجراء جزءًا من الجهود العربية الأوسع لإعادة تطبيع العلاقات مع سوريا، خاصة بعد سنوات من التوترات التي أثرت سلبًا على المصالح المشتركة.