«عودة قوية» الذهب يربح وسط ضعف الاقتصاد الأميركي

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا بعد تسجيلها لأكبر خسارة أسبوعية في الأشهر الستة الماضية، حيث تعود هذه الطفرة إلى زيادة الطلب على الأصول الآمنة وسط المخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكي وعجز ميزانيته، إذ ارتفع هذا المعدن النفيس بنسبة 1.3% ليبلغ نحو 3245 دولارًا للأونصة في التداولات المبكرة بالأسواق الآسيوية، مما يعكس تقلباته الأخيرة في أسواق المال العالمية.

مؤثرات اقتصادية تدعم ارتفاع أسعار الذهب

أحد أهم العوامل التي ساهمت في ارتفاع أسعار الذهب مؤخرًا هو قرار وكالة “موديز” بتخفيض التصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة، حيث أشارت الوكالة إلى أن العجز المالي المتزايد والانقسامات السياسية الحادة أثرت سلبًا على الاقتصاد، ورغم امتلاك الولايات المتحدة قوتها الاقتصادية والمالية الكبيرة، إلا أن تلك العوامل لم تستطع موازنة التدهور الحاصل في المؤشرات المالية الوطنية، وبهذا فإن الذهب يستفيد من هذه المخاوف باعتباره ملاذًا آمنًا للمستثمرين.

تقلبات أسعار الذهب خلال الأشهر الأخيرة

شهدت أسعار الذهب تقلبات حادة منذ بداية العام، حيث تسبب انخفاض التوترات الجيوسياسية الأسبوع الماضي في أكبر خسارة أسبوعية للذهب منذ نوفمبر الماضي، ورغم ذلك، تظهر البيانات أن الذهب حقق ارتفاعًا بأكثر من 20% منذ بداية هذا العام بدعم عوامل عدم اليقين الجيوسياسي، وزيادة الطلب عليه من قبل صناديق الاستثمار المتداولة في الأسواق العالمية، إذ تعتبر مثل هذه القفزات والهبوطات سمة مميزة لاستثمارات الذهب التي ترتبط بشكل كبير بالتطورات العالمية.

تحليلات استراتيجية لأسعار الذهب

وفقًا لتوقعات “فاسو مينون”، المدير الإداري لاستراتيجية الاستثمار في شركة “أوفرسي تشاينيز بانكينغ كورب”، فإن أسعار الذهب قد تشهد مزيدًا من التقلبات على المدى القصير نتيجة مزيج الأخبار الجيدة والسيئة، ولكن على المدى الطويل، يتوقع الخبراء أن سياسات عدم الاستقرار المالي والتوسعات الاقتصادية ستواصل دعم الطلب على الذهب كملاذ آمن ومستقر، وهو ما يجعل هذا المعدن النفيس محط أنظار كبيرة لدى المستثمرين العالميين.

مقارنات مع المعادن الأخرى

لا يقتصر التحليل على أسعار الذهب فقط، حيث شهدت معادن أخرى مثل الفضة، والبلاتين، والبلاديوم ارتفاعات ملحوظة تزامنًا مع صعود الذهب، وقد انعكس ذلك بشكل مشابه على الأسواق العالمية مثل انخفاض مؤشر قوة الدولار بنسبة 0.3% خلال الساعات الأخيرة، ما يُعزز من جاذبية الذهب والجواهر الأخرى للمستثمرين نظرًا لأنه يُستخدم كأداة تحوط ضد تراجع العملات الأساسية.

ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق الآسيوية

بلغت أسعار الذهب ذروتها في الأسواق الآسيوية خلال الساعات الأولى من التداول، حيث سجلت ارتفاعًا بنسبة 1.3% لتصل إلى 3245.67 دولارًا للأونصة، ويعزى هذا الارتفاع إلى التوترات الاقتصادية العالمية والانقسامات السياسية في الولايات المتحدة، مما يدفع المستثمرين نحو تعزيز محافظهم الاستثمارية باستخدام الأصول الآمنة، وخاصةً الذهب والمعادن النفيسة، للحد من آثار الاضطرابات الاقتصادية والمخاطر المالية.