هبوط الذهب يسجل أكبر تراجع يومي خلال أكثر من ثلاث سنوات في الأسواق العالمية

تراجعت أسعار الذهب بشكل كبير في تداولات أمس الإثنين، حيث شهد المعدن الأصفر أكبر خسائر يومية له منذ أكثر من ثلاث سنوات. جاء هذا التراجع نتيجة لقوة الدولار الأمريكي وزيادة التوقعات الاقتصادية الإيجابية بسبب سياسات الرئيس الأمريكي المنتخب “دونالد ترامب”. ولقد أثرت هذه التطورات بشكل مباشر على أسواق المعادن الثمينة.

تأثير قوة الدولار الأمريكي على الذهب

أغلق الذهب على انخفاض ملحوظ في العقود الآجلة تسليم ديسمبر بنسبة 2.9% أو بمقدار 77.1 دولار، ليستقر عند 2617.7 دولار للأوقية. يُعد هذا أدنى مستوى يسجله المعدن النفيس منذ التاسع عشر من سبتمبر، وأكبر خسارة يومية له منذ يونيو 2021. في المقابل، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس أداء العملة مقابل سلة من العملات الرئيسية، بنسبة 0.50% ليصل إلى 105.53 نقطة. انعكس هذا الارتفاع بإيجابية على توقعات المستثمرين بشأن الاقتصاد الأمريكي، ما زاد من الضغوط على الذهب.

رسوم جمركية وسياسات نقدية مستقبلية

صرّح “دانييل غالي”، استراتيجي في “تي دي سيكيوريتيز”، أن التوقعات بفرض رسوم جمركية مرتفعة خلال فترة رئاسة “ترامب” أدت إلى تعزيز قيمة الدولار الأمريكي. هذا الارتفاع في قيمة العملة عزز وضع الدولار مقابل الذهب، مما ساهم في الانخفاض الحاد لأسعار المعدن الأصفر. يتجه المستثمرون عادةً إلى زيادة الطلب على المعادن الثمينة كملاذ آمن عند ضعف العملات، إلا أن الأداء القوي للدولار عكس هذه العلاقة التقليدية.

توقعات أسعار الفائدة ومستقبل الذهب

وفقًا لأداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة “سي إم إي”، يتوقع المتعاملون فرصة بنسبة 65% لقيام البنك الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر القادم. هذه التوقعات تُعتبر حاسمة لتحديد مسار الذهب مستقبلًا، إذ من شأن خفض الفائدة أن يقلل من جاذبية العملة الأمريكية، ما يعيد بعض القوة للمعادن النفيسة.

في الختام، يبقى تقلب سوق الذهب مرتبطًا بشكل مباشر بتطورات الاقتصاد الأمريكي وعلاقات العملة بالدولار، وسط تأثير مستمر للسياسات الاقتصادية المستقبلية.