«مأساة ضحى» انفصام يغير حياتها بعد طرد والدها لها للتشرد

تتعرض الكثير من الفتيات لضغوط اجتماعية ونفسية صعبة، وتُعد قصة ضحى مثالًا حيًا على ذلك، فهي فتاة شابة عانت من قسوة الحياة عقب تخلي والدها عنها، والسبب، كما يقولون، مرضها النفسي المتمثل في “انفصام الشخصية”، ذلك الاضطراب الذي جعل حياتها مليئة بالتشرد والخذلان، مما يجعل قصتها مصدرًا للتعبير عن الانتهاكات العائلية وغياب العناية المطلوبة.

انفصام الشخصية وتأثيره على حياة ضحى

إن مرض انفصام الشخصية يعد اضطرابًا نفسيًا معقدًا يتطلب دعمًا ومساندة مستمرة، وبالنسبة لضحى، بدلاً من الحصول على العناية اللازمة، وجدت نفسها ضحية للاتهامات من والدها الذي يرى فيها سبب تعاسة الأسرة، لم يتوقف الاتهام هنا بل امتد الأمر إلى طردها، ليُضاف شعور الخسارة إلى معركتها مع المرض النفسي الذي يحتاج إلى رعاية نفسية متكاملة.

انفصام الشخصية وعلاقتها بالعنف الأسري

رغم فقدانها أمها في سن صغيرة، كانت ضحى تأمل في الحصول على دعم والدها، إلا أنها واجهت اتهامات قاسية حيث اتهمها والدها بأنها “سبب وقف الحال”، وبدلاً من محاولة تقديم الرعاية النفسية اللازمة، جرى التعامل معها بمعاملة قاسية وغير إنسانية، مما يجعلنا نسلط الضوء على أهمية المعالجة النفسية لمرضى انفصام الشخصية؛ ليس فقط من حيث الجانب العلاجي، بل أيضًا من حيث التوعية العائلية.

الشارع ملاذ مؤقت لمعاناة ضحى

عقب طردها من المنزل، لم تجد ضحى أمامها ملاذًا سوى الشارع، حيث عاشت لمدة خمسة أشهر تواجه البرد والصعاب بعيدًا عن دفء العائلة، تجولت في الميادين والأماكن العامة لعلها تجد الأمان، كانت تعيش على مساعدات بسيطة وبكرامة واضحة، فقد رفضت اللجوء للتسول، كما رفضت مد يدها للغرباء طلبًا للمال، ليكشف ذلك عن شخصية تمتلك الصبر وسط عاصفة التشرد الناجمة عن مرضها النفسي.

رد صادم من والدها بسبب انفصام الشخصية

على الرغم من كل ما مرت به ضحى، لم يتوقف الأمر عند الطرد من المنزل، بل عندما حاول بعض الأشخاص التدخل للصلح وإعادتها إلى منزلها، تفاجأ الجميع برفض والدها القاطع الاستماع إليهم، قائلاً إن الفتاة ليست ابنته، ليبلغ الألم النفسي ذروته في حياة ضحى، هذه الممارسات القاسية أكدت مدى تأثير الانفصام على حياة من يعانون منه، خاصة عندما يتخلّى عنهم أقرب الناس.

محاولات الإنقاذ والرعاية المؤقتة

تمكنت دار “زهرة مصر” من تبني ضحى وتوفير مأوى ودعم لها، مما أعاد الأمل لها في حياة كريمة ولو بصورة مؤقتة، ورغم تأثير المرض وضغوط الحياة، لكن أكبر صدمة عاشتها كانت رفض والدها التحدث عنها أو حتى زيارتها حينما حاولت الدكتورة سمر نديم التوسط بينهما، مما يبرز الحاجة إلى المزيد من الجهود لرفع الوعي المجتمعي حول كيفية التعامل مع مرضى انفصام الشخصية.

التأثير المجتمعي لانفصام الشخصية

إن قصة ضحى تلقي الضوء على التأثير المجتمعي الكبير لمرض انفصام الشخصية في ظل الإهمال الأسري والمعاناة النفسية، وتجعلنا ندرك مدى أهمية تضافر الجهود الحكومية والخاصة لدعم المرضى بهذه الحالات، كما تسلط الضوء على أهمية نشر الوعي لتقليل الوصم المجتمعي المرتبط بهذه الأمراض النفسية، والتي تؤدي في كثير من الأحيان إلى تشريد المرضى بسبب غياب الدعم المناسب.