«عودة مفاجئة» الموبايل العادي يجذب الشباب بعيدًا عن الهواتف الذكية

مع تصاعد القلق بشأن الإدمان الرقمي وتأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي، برزت حركة ناشئة في الولايات المتحدة تُعرف باسم “Appstinence” والتي تعكس دمجا لغويا بين كلمتي “Application” و”Abstinence”؛ مبادرة تقودها أجيال شابة كجيل الألفية و”الجيل زد”، تهدف هذه الحركة إلى التوقف عن استخدام الهواتف الذكية أو تقليل الاعتماد عليها بشكل كبير سعيا لتحقيق التوازن النفسي والاجتماعي.

Appstinence حركة تغيير النمط الرقمي

استلهمت هذه الحركة فكرة التحرر من الهيمنة الرقمية حيث قرر العديد من الشباب تغيير الطريقة التي يتواصلون بها ويعيشون حياتهم، فقد اختار بعضهم أجهزة بديلة مثل جهاز “Light Phone” الذي لا يدعم التطبيقات أو البريد الإلكتروني، الخطوة جاءت كاستجابة للتحديات المرتبطة بالإدمان الرقمي والرغبة في العودة إلى حياة بسيطة وأكثر تركيزا، أحد رواد هذا الاتجاه مات ثورموند، الذي أبدى سعادته بالتركيز الذي استعادته حياته بعد تخليه عن هاتفه الذكي.

دور الشباب في تبني حركة Appstinence

غابرييلا نغوين، طالبة بجامعة هارفارد، قامت بابتكار المصطلح وأطلقت حملة رقمية لتعزيز هذا النمط الحياتي الجديد، وبدأ العديد من الشباب في مختلف الولايات بالانضمام إلى هذه المبادرة ومنهم سامنثا بالاتزولو التي اختارت التخلي عن هاتفها الذكي لصالح جهاز تقليدي، سامنثا استخدمت منصة تيك توك للترويج لأسلوب الحياة هذا محققة ملايين التفاعلات؛ لتؤكد أن الرغبة في التخلص من إدمان الأجهزة الذكية ليس فقط قراراً شخصياً بل يمكن أن يكون أيضًا رسالة مجتمعية.

تنظيم فعاليات تتبنى فلسفة Appstinence

بدأت الظاهرة تأخذ منحى أكثر تنظيماً من خلال فعاليات خالية من الهواتف الذكية تهدف إلى تعزيز التواصل الواقعي، شون كيلينغزوورث يمثل أحد الشخصيات القيادية في هذا الاتجاه حيث ينظم فعاليات تحت شعار “Reconnect” لقضاء أوقات خالية من شاشات الهواتف، تستهدف هذه الأنشطة بشكل خاص طلاب الجامعات لإعادة بناء العلاقات الإنسانية الحقيقية بعيدا عن الوسائط الرقمية، تسهم تلك الفعاليات في تعزيز الشعور بالانتماء الاجتماعي بطريقة أكثر واقعية وملموسة.

Light Phone الرمز الأساسي لحركة Appstinence

يعد جهاز Light Phone أحد العناصر المركزية في ظاهرة Appstinence، وقد صُمم هذا الهاتف ليكون بسيطاً وغير مغري للاستخدام؛ حيث يفتقد إلى التطبيقات والمزايا التي تستهلك ساعات طويلة من يوم المستخدم، يبلغ ثمن الجهاز 699 دولارًا، ورغم هذه التكلفة فإنه حقق مبيعات تجاوزت 100 ألف وحدة، يحبذ الشباب في الفئة العمرية بين 25 إلى 40 عامًا هذا النوع من الأجهزة لما يوفره من فرصة لاسترجاع التواصل الواقعي والزمن الجميل دون تشتيت التكنولوجيات الحديثة.

تحديات الحركة النهجية وأفق التغيير

التكيف مع نهج Appstinence لا يخلو من التحديات؛ فمن الصعب التعايش مع عالم رقمي يعتمد كليًا على التكنولوجيا في مجالات مثل العمل والمواصلات والخدمات اليومية، لكن متبني الحركة يرون فيها فرصة جوهرية للتخلص من الضغوط النفسية وتحقيق مستويات أعلى من السلام الداخلي، تبقى حركة Appstinence رمزًا لإعادة التوازن بين التكنولوجيا والحياة الواقعية التي باتت مهددة في عصر الشاشات الرقمية؛ وهي دعوة لكل من يشعر بالاستعباد الرقمي ليخوض تجربة تحررية تركز على ذاته وعلاقاته الإنسانية.