«العقل العسكري» محمد السنوار قائد بارز في حماس استُشهد بغارة على خان يونس

في خضم التوترات التي تشهدها غزة، أعلنت التقارير الفلسطينية يوم الأحد 18 مايو 2025، استشهاد محمد السنوار، أحد أبرز القادة العسكريين في كتائب القسام، ما يمثل نقطة تحول كبيرة في المشهد السياسي والعسكري، ويثير استشهاده العديد من التساؤلات حول تداعياته على حركة حماس ودورها المستقبلي في المقاومة الفلسطينية.

محمد السنوار: العقل المدبر لـحركة حماس

يعتبر محمد السنوار من الشخصيات الرفيعة داخل كتائب القسام التابعة لحركة حماس، وكان له دور بارز في إدارة العمليات العسكرية الحيوية، حيث ينتمي إلى عائلة شغلت مناصب قيادية في الحركة، فهو شقيق يحيى السنوار، أحد قادة حماس سابقًا، ولد السنوار في العام 1975 داخل مخيم خان يونس للاجئين، وكانت بداياته الفعلية مع الحركة في مرحلة التأسيس المبكر.
لم يكن مجرد عضو عادي، بل كان نشطًا في التخطيط والإعداد للعمليات النوعية التي شكلت فارقًا في تاريخ المقاومة، وقد قاد عمليات معقدة أحدثها عملية “طوفان الأقصى” عام 2023، كما كان من أهم إنجازاته تأسيس “وحدة الظل”، وهي الوحدة المسؤولة عن الحفاظ على رهائن هامة والتخطيط للمهام الاستراتيجية.

محمد السنوار وصراعه مع الاحتلال

تدرج محمد السنوار في المناصب داخل كتائب القسام ليصبح رمزا للقيادة التخطيطية، إذ كان دائمًا هدفا لمحاولات الاغتيال من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لكنه نجا منها لأكثر من مرة، لتواصل الاحتلال محاولاته حتى استهدافه الأخير في خان يونس، الحدث الذي اعتُبر انتصارًا عسكريًا ودعائيًا لإسرائيل.
شكلت الغارة الإسرائيلية التي استهدفت السنوار ضربة قاسية لحماس، خاصة لما يمثله من ثقل للتنظيم عسكريًا وسياسيًا، حيث أُعلن استشهاده إثر قصف نفق في خان يونس، رفقه مجموعة من مساعديه، وأكدت التقارير الإسرائيلية أن العملية نفذت بنجاح وأدت إلى مقتله مع عشرة آخرين.

تأثير استشهاد محمد السنوار على المشهد السياسي والعسكري

لا شك أن استشهاد محمد السنوار أثار ردود أفعال واسعة، حيث رأى الجانب الإسرائيلي أن العملية كانت ناجحة على مستوى تقليص القدرات العملياتية لكتائب القسام، في حين اكتفت حركة حماس بالصمت الرسمي، وسط حالة من الترقب والانتظار لتصريحاتها الرسمية، الملفت أن استشهاد السنوار جاء في وقت بالغ الدقة والتوتر، مما قد يؤدي إلى تصعيد جديد في القطاع والضفة الغربية.
يُمكن لتلك العملية أن تترك فراغًا في صفوف الحركة، لكن حركة حماس تمتلك سجلًا طويلًا في تعويض القيادات وملء الفراغات، ما يعني أنها ستسعى بشكل حثيث للحفاظ على توازنها العسكري ووحدتها التنظيمية في مواجهة الاحتلال.

ملامح المستقبل في ظل غياب محمد السنوار

مع تصاعد المواجهات الفلسطينية الإسرائيلية ومع رحيل شخصية كبيرة بحجم محمد السنوار، يبدو أن الصراع قد يشهد تغييرات بارزة في ديناميكية المقاومة، وربما يكون له تأثير طويل الأمد على سير العمليات الجهادية الفلسطينية، الجانب الإسرائيلي قد يعتبر هذه العملية جزءًا من محاولاته لإضعاف الروح القتالية لدى الفصائل الفلسطينية، إلا أن التاريخ يُظهر قدرة المقاومة على تجاوز مثل هذه التحديات.
ختامًا، إن استشهاد محمد السنوار يمثل واحدة من المحطات البارزة في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وقد يكون له تأثير مؤقت على حركة حماس، إلا أن الدلائل تشير إلى استمرار الحركة في مسيرة العمل المقاوم، مع تعزيز صفوفها بقيادات جديدة قادرة على استكمال الدور المنوط بهم.