«التزام حقيقي» السيسي يؤكد دعم مصر المستمر لاستقرار السودان في قمة بغداد

أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي السوداني السابق، البروفيسور الصادق الهادي المهدي، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي التي ألقاها خلال القمة العربية الـ34 في بغداد، تدلل على دعم مصر الراسخ للسودان، مشيرًا إلى أهمية الدور المصري التاريخي في استقرار السودان، وأوضح أن خطاب الرئيس السيسي كان منصة للتعبير عن الالتزام العربي بتجاوز التحديات التي تعصف بالسودان، بما في ذلك المناداة بضرورة وقف إطلاق النار وتأمين المساعدات الإنسانية المؤثرة في حياة الشعب السوداني.

دور مصر المحوري في استقرار السودان

أشاد المهدي بالدور الذي تلعبه مصر في الحفاظ على أمن السودان واستقراره، موضحًا أن السودان لطالما كان محورًا رئيسيًا في معادلة الأمن القومي العربي، وأن أي اختلال فيه ينعكس سلبًا على المنطقة بأسرها، وأكد أن مصر ظلت دائمًا شريكًا رئيسيًا للسودان، مستشهدًا بمواقف القيادة المصرية الصادقة والمتكررة في دعم السودان، خاصة خلال الأزمات
وأشار المهدي إلى أن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي جاء برسائل استراتيجية مهمة، أبرزها الدعوة إلى وحدة الصف العربي وتوحيد الجهود لدعم السودان في هذه المرحلة، وإظهار تضامن عميق مع الشعب السوداني للتغلب على التحديات الراهنة التي تهدد نسيجه الوطني.

رفض مصر لإقامة حكومات موازية

تحدث المهدي عن الموقف الحاسم الذي اتخذته مصر تجاه رفض أي محاولة لتشكيل حكومات موازية في السودان، معتبرًا هذا الرفض بمثابة حماية للشرعية والحفاظ على وحدته وسيادته، كما أن هذه الرسالة القوية تعكس حرص مصر الدائم على الحد من مخاطر الفوضى والانقسامات التي تكاد تمزق السودان.
وأوضح أن موقف القيادة المصرية لا يعبر فقط عن مبادئ سياسية بل يعكس شعورًا واضحًا بالمسؤولية المشتركة تجاه أمن واستقرار السودان والمنطقة بأكملها، وأشار إلى أن أهمية هذا الموقف تكمن في القدرة على بناء استجابة عربية جماعية وإطلاق مبادرات سياسية شاملة تهدف إلى وقف الحرب وإعادة السودان إلى مسار الاستقرار.

إطلاق مبادرة وساطة عربية بقيادة مصر

أكد المهدي أن هذه المرحلة تتطلب تحركات عربية مشتركة تقودها مصر لبلورة رؤية سياسية شاملة لدعم استقرار السودان، مع التركيز على الحلول السياسية السلمية للحفاظ على وحدة الأراضي السودانية، وأشار إلى أهمية الدعوة إلى مبادرة عربية توفر الدعم اللازم للسودان من كافة النواحي، مع ضمان أن تكون المبادرة بقيادة مصر نظرًا لدورها المحوري في المنطقة.
ونوّه إلى ضرورة التركيز على حماية النسيج الوطني السوداني وحل النزاعات القائمة بمشاركة إقليمية ودولية فعّالة، ودعا إلى تحركات مدروسة تعيد للسودان تماسكه وتأمين مساعداته الإنسانية بما يسهم في استعادة السلام داخل البلاد.