تُعد قصة إيلي كوهين واحدة من أكثر قصص التجسس إثارة في التاريخ العربي الإسرائيلي، حيث استغل انتماءه الأسري وهويته المُزيفة للوصول إلى داخل النظام السوري في فترة شهدت توترات سياسية كبيرة بين الجانبين. نجح هذا الجاسوس الإسرائيلي في كسب ثقة المسؤولين السوريين ونقل معلومات بالغة الأهمية إلى الموساد، لتتحول قصته إلى محور نقاش عالمي بفضل مسلسل “The Spy” الذي أعاد إحياء ذكراه.
من هو إيلي كوهين؟
ولد إيلي كوهين في مدينة الإسكندرية بمصر عام 1924 ونشأ في كنف عائلة يهودية. هاجر إلى إسرائيل في عام 1955 عقب أحداث عدة دفعت الجالية اليهودية في مصر إلى مغادرة البلاد للانضمام إلى الكيان الإسرائيلي الناشئ حينذاك. هناك التقى مسؤولي الموساد، الذين رأوا فيه مرشحًا مثاليًا للقيام بمهام تتسم بالخطورة والتعقيد داخل دولة خصم كبرى كالخدمات الاستخباراتية السورية. ما جعل كوهين يتجه سريعًا نحو التدريب المكثف والإعداد لتنفيذ خططه التجسسية المحفوفة بالمخاطر.
كيف نجح إيلي كوهين في اختراق سوريا؟
بدأت المهمة السرية لكوهين في بوينس آيرس بالأرجنتين، حيث ادعى أنه رجل أعمال سوري يحمل اسم “كامل أمين ثابت”. رتب جهاز الموساد كافة التفاصيل ليستغل الرجل هذه الهوية بشكل مثالي لإقامة علاقات مع سياسيين ودبلوماسيين من السوريين والعرب، ممهدا بذلك الطريق لدخوله دمشق عام 1962. هناك، نسج علاقات وثيقة مع كبار رجال النظام والجيش السوريين. قدم كوهين نفسه كجزء من النخبة الوطنية السورية، ليتمكن من الوصول بشكل مباشر إلى المعلومات الحساسة ونقلها عبر تقنيات بث لاسلكي متطورة تم وضعها في شقته.
كيف تم كشف جاسوسية إيلي كوهين؟
الروايات حول كيفية كشف الجاسوس إيلي كوهين عديدة ومتناقضة لكن أكثرها انتشارًا تعزو الأمر إلى رصد إشارات بث مرسلة من شقته في دمشق، ما أثر الشكوك حوله وقاد إلى اعتقاله. تشير الرواية المصرية – التي جاءت على لسان رفعت الجمال المعروف بـ”رأفت الهجان” – إلى أنه رأى صورة لكوهين في إحدى المجلات أثناء وجوده بروما وتعرف عليه ما حمّله مسئولية تنبيه المخابرات السورية. وأخيرًا، دفعت كل هذه المؤشرات إلى تحرك جهاز الاستخبارات العامة المصري لإبلاغ القيادة السورية بالمعلومات المؤكدة عن الجاسوس.
محاكمة وأثر إيلي كوهين الإقليمي
بعد محاكمة عسكرية قصيرة، حكم على كوهين بالإعدام لتُنَفَذ العقوبة عام 1965 وسط حشد شعبي كبير في ساحة المرجة بدمشق. شكلت هذه العملية صدمة كبيرة لإسرائيل التي فقدت واحدًا من أنجح جواسيسها وكشفت في الوقت ذاته ضعفًا أمنيًا داخل الدوائر العليا السورية. إلا أن الإرث الذي تركه وراءه ظل مصدرًا لدراسة أبجديات التجسس وعلاقاته بالسياسة والأمن القومي.
تأثير مسلسل “The Spy” على قضية إيلي كوهين
سلط مسلسل “The Spy” الضوء بصورة غير مسبوقة على حياة إيلي كوهين، متجاوزًا السرديات التقليدية ليعرض القصة بشكل درامي أثار اهتمامات واسعة النطاق بين الجمهور العالمي. تعزز هذا العمل الدرامي الفهم بين المتابعين لقضايا التجسس ودورها المحوري في تغيير موازين القوى. قدم المسلسل منظورًا دراميًا حديثًا وأعاد النقاش حول أخلاقيات الخيانة في عالم الاستخبارات.
ما قاله رأفت الهجان عن حياة إيلي كوهين
بحسب رفعت الجمال، كان كوهين شخصية مثيرة للجدل وقد التقاه عدة مرات في مناسبات اجتماعية قبل أن يتأكد من هويته كجاسوس يخدم مصالح إسرائيل داخل سوريا. أفادت الروايات أن هذه اللقاءات كانت بمثابة خيوط أولى لتتبعه وكشفه، ما يشير إلى أن العمل الاستخباراتي كان مزيجًا من الصدفة والدراسات التخطيطية الدقيقة خلال تلك الفترة.
جدول الثانوية العامة 2025 | مواعيد نهائية لكل مادة دون أي تعديل
«حصري الآن» تردد قناة وناسة الجديد 2025 كيف تشاهد القناة بدون تقطيع
فرصة ذهبية الآن: التظلم على استبعادك من «سكن لكل المصريين 5» بسبب العداد
شوف الحكاية: الأورمان تبدأ إعمار 23 بيت بقرية الصعايدة في سمسطا ببني سويف
شوف التشكيلة.. تشكيل الزمالك أمام حرس الحدود في الدوري بقيادة الجزيري
«كوبون نقدي».. سي آي كابيتال تبدأ صرف توزيعاتها على مرحلتين 29 مايو
«غياب صادم» يهدد دفاع إنتر ميلان قبل المواجهة الحاسمة مع برشلونة