«تحليل شامل» الذهب عالميًا لماذا انخفضت أسعاره خلال الأيام الماضية

شهدت أسعار الذهب انخفاضاً كبيراً في الأسواق العالمية خلال الأسبوع الماضي، حيث سجلت أسوأ فترة منذ عام 2021، وجاء هذا التراجع نتيجة الهدنة الجمركية بين الولايات المتحدة والصين وتحول رأس المال نحو الأصول ذات المخاطر، هذه التطورات خلقت حالة من التذبذب في أداء المعادن النفيسة، مما أدى إلى انخفاض سعر الذهب إلى أدنى مستويات له منذ أكثر من عامين.

تراجع أسعار الذهب في الأسواق العالمية

أوضح المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» أن انخفاض أسعار الذهب مرتبط بالاتفاق بين الولايات المتحدة والصين على خفض الرسوم الجمركية بنسبة 115% لمدة تسعين يوماً، مما ساهم في تعزيز ثقة المستثمرين في أسواق الأسهم، في الوقت ذاته ساعدت تهدئة النزاعات الملتهبة بين الهند وباكستان، بجانب التركيز على إيجاد حلول سلمية لأزمة روسيا وأوكرانيا، في تقليل الطلب على الذهب كملاذ آمن، ومع ذلك، قلص الذهب جزءاً من خسائره بعد تقرير وكالة موديز للتصنيف الائتماني.

أثر التصنيف الائتماني للاقتصاد الأمريكي على الذهب

أشار تقرير وكالة موديز إلى خفض التصنيف الائتماني للديون الأمريكية من Aaa إلى Aa1، معتبرةً أن ارتفاع تكاليف الفائدة والنمو غير المستدام للدين هو السبب وراء هذا التخفيض، وبينما أشارت الوكالة إلى مستقبل اقتصادي مستقر، فإن هذا التقرير تسبب بتذبذب الأسواق العالمية وألقى بظلاله على أسعار الأصول، بما في ذلك الذهب.

النمو الاقتصادي وتوجهات المستهلكين الأمريكيين

كشفت بيانات من جامعة ميشيغان أن الأسر الأمريكية أصبحت متشائمة بشأن النمو الاقتصادي، حيث أظهرت مؤشرات تضخم متزايدة وزيادة في أسعار الواردات والإسكان مقارنةً بالفترة السابقة، وعلى الرغم من المحاولات المستمرة لخفض التضخم من قبل الفيدرالي الأمريكي، إلا أن استمرار حالة الحذر تجاه السياسات التجارية أثرت على ثقة المستهلكين، وزادت من ضغوط الأسواق.

بيانات الإسكان وتأثيرها على الاقتصاد

شهدت عمليات بدء بناء المساكن في الولايات المتحدة ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 1.6% خلال شهر أبريل، لكن تصاريح البناء سجلت تراجعاً كبيراً بلغ -4.7% مقارنة بزيادة نسبتها 1.9% في مارس، هذا التباطؤ في قطاع الإسكان يعكس الشكوك المستمرة حول استقرار القطاع الاقتصادي، كما يؤثر بشكل كبير على توقعات الأداء المستقبلي.

الآفاق المستقبلية لأسعار الذهب

تترقب الأسواق خلال الأيام القادمة تصريحات أعضاء الفيدرالي الأمريكي ومؤشرات اقتصادية رئيسية مثل بيانات مديري المشتريات والإسكان، ستلعب هذه المستجدات دوراً في تحديد اتجاهات الأسواق العالمية وبالطبع أسعار الذهب، التي باتت تتأثر بشدة بالتغيرات الاقتصادية والجيوسياسية، مع استمرار متابعة المستثمرين الحذرين لهذه الإشارات للبحث عن فرص استثمارية أكثر استقراراً.