«تراجع مخيف» الذهب يسجل أسوأ أداء أسبوعي منذ 6 أشهر وسط هدوء التوترات

شهدت أسعار الذهب انخفاضًا ملحوظًا خلال الأسابيع الأخيرة، حيث تراجع بشكل كبير من أعلى مستوياته التاريخية عند 3500.05 دولار للأونصة في أبريل. أدى هذا التراجع إلى تسجيل الذهب أسوأ أداء أسبوعي له خلال ستة أشهر، حيث بلغ السعر الفوري للذهب حوالي 3180 دولارًا للأونصة يوم الجمعة. العوامل الرئيسية وراء هذا التراجع تشمل انحسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، فضلاً عن ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة الأمريكية، مما جعل الذهب أقل جاذبية كملاذ آمن.

أسباب تراجع أسعار الذهب

بدأت أسعار الذهب في التراجع بعدما توصلت الولايات المتحدة والصين إلى هدنة تجارية، حيث تم الاتفاق على تقليص الرسوم الجمركية المفروضة سابقًا. هذا الاتفاق أدى إلى ارتفاع شهية المخاطرة لدى المستثمرين، وتزامن ذلك مع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قرب إبرام اتفاق نووي مع إيران. إضافة إلى ذلك، أعطى ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية لمدة 10 سنوات دفعة كبيرة للدولار الأمريكي، مما زاد من الضغط على أسعار الذهب.

التغيرات الجيوسياسية وتأثيرها على الذهب

شهد العالم جملة من التطورات الجيوسياسية التي أسهمت في عزوف المستثمرين عن الذهب كملاذ آمن. تصريحات ترامب تجاه تعزيز السلام في الشرق الأوسط، خصوصًا مع زياراته إلى بعض دول الخليج، ساعدت في تخفيف المخاوف العالمية، وتقلص الدور التقليدي للذهب كأداة للتحوط. كذلك، ظهرت مؤشرات إيجابية على استئناف العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها، ما ساهم في تقليل علاوة المخاطر.

دور الطلب العالمي على الذهب

بالرغم من هذا التراجع الأخير، يظل الطلب العالمي على الذهب قويًا. وفقًا لمجلس الذهب العالمي، زادت البنوك المركزية، بما في ذلك بنك الشعب الصيني، من احتياطاتها من الذهب للشهر السادس على التوالي في أبريل. علاوة على ذلك، شهدت صناديق التداول المدعومة بالذهب زيادة كبيرة في التدفقات المالية، لا سيما من الصين. هذه العوامل تعكس مرونة الطلب على المعدن الثمين بالرغم من الضغوط الاقتصادية العالمية.

توقعات أسعار الذهب

يرى المحللون أن أسعار الذهب قد تعاود الارتفاع على المدى الطويل، خاصة مع استمرار المخاوف بشأن التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي. انخفاض أسعار الفائدة المتوقع من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يعطي دفعة إضافية للذهب، حيث تتحول الأنظار نحو هذا المعدن كخيار للتحوط ضد الأزمات الاقتصادية. رغم ذلك، تبقى التوقعات حذرة خاصًة في ظل استمرار أداء الأسواق المالية بشكل إيجابي.

الذهب مقابل المؤشرات المالية الأخرى

ختامًا، يشكل أداء الذهب مرآة للتطورات الاقتصادية والسياسية العالمية. التوازن بين الطلب على الذهب كملاذ آمن والبيانات الإيجابية من الأسواق المالية سيظل مؤثرًا في تحديد الاتجاه السعري للمعدن النفيس. التغيرات في المشهد الاقتصادي الأمريكي والسياسات النقدية الدولية ستكون عوامل رئيسية في رسم مستقبل أسعار الذهب.