«هبوط مفاجئ» أسعار الذهب تواصل الانخفاض 4.1% مع اتفاق بكين وواشنطن

شهدت أسعار الذهب تراجعًا كبيرًا خلال الأسبوع الجاري، حيث هبطت بنسبة 4.1% مسجلة أسوأ أداء أسبوعي منذ نوفمبر الماضي، وهذا الانخفاض جاء بالتزامن مع الاتفاق التجاري المؤقت بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وفقًا لما ورد من تقارير اقتصادية، ويمثل الذهب أحد الأصول المهمة التي يلجأ إليها المستثمرون عند استشعار اضطرابات اقتصادية أو جيوسياسية.

أسعار الذهب وتراجعها في الأسواق العالمية

تراجعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.6% لتصل إلى 3,188.25 دولارًا للأوقية، بينما شهدت العقود الآجلة المقومة بالدولار الأمريكي انخفاضًا بنسبة 1.2% منتهية عند 3,187.2 دولار للأوقية، وتشير الأرقام إلى أن الأسبوع الجاري حمل معه انخفاضًا قويًا للأسعار بلغ 4.1%، الأمر الذي جعل الذهب يسجل أسوأ أداء له منذ نوفمبر السابق، هذا بينما تفاقمت الضغوط المالية بفعل تهدئة التوترات التجارية.

التأثير المباشر لاتفاق بكين وواشنطن

أعلنت الولايات المتحدة والصين اتفاقهما على وقف الحرب التجارية المتبادلة بينهما لمدة 90 يومًا من خلال هدنة تجارية، وكان لهذا الإعلان تأثير كبير على أداء الأسواق العالمية وعلى أسعار الذهب تحديدًا، إذ قلل من المخاوف الاقتصادية التي كانت تدفع المستثمرين إلى اللجوء إلى الأصول الآمنة مثل الذهب، مثل هذا النوع من الاتفاقات يقدم دفعة إيجابية للأسواق ولكن يضغط على أسعار المعادن الثمينة.

أحدث مستويات للسبائك خلال الشهر الماضي

خلال الشهر الماضي، ارتفعت أسعار الذهب إلى مستوى قياسي غير مسبوق بلغ 3,500.05 دولارًا للأوقية، حيث كانت التوترات التجارية بين الاقتصادات الكبرى وتصاعد التحديات الاقتصادية قد عززت من جاذبية المعدن الأصفر باعتباره ملاذًا آمنًا، ومع ذلك، ساهمت التطورات الأخيرة المتعلقة بالتفاهم الأمريكي الصيني في تقويض جزء كبير من المكاسب السابقة، مما أدى إلى الهبوط الحالي.

انخفاض أسعار المعادن الثمينة الأخرى

لم تكن أسعار الذهب وحدها التي تأثرت بتوجهات الأسواق العالمية، فقد انخفضت أسعار الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 1.4% لتصل إلى 32.22 دولار للأوقية، وتراجعت كذلك معدلات الفضة بأكثر من 1% خلال الأسبوع، كما شهد البلاتين انخفاضًا بنسبة 0.6% مسجلًا سعر 984.10 دولارًا، ووصل البلاديوم إلى 956.72 دولارًا بعد انخفاض بنسبة 1.2%، هذا الهبوط الجماعي للمعادن يعكس المسار العام للتراجع في ظل حدوث تهدئة مبدئية للتوترات التجارية.

الاتجاهات المستقبلية وأهمية الذهب في الاقتصاد

يعد الذهب أداة تحوط رئيسية ضد التغيرات الاقتصادية والسياسية العالمية، كما يؤدي أداءً متميزًا في أوقات انخفاض أسعار الفائدة، مع كل ذلك، فإن التغييرات الجذرية في مجال الاقتصاد العالمي مثل الاتفاقات التجارية أو تحسين العلاقات بين الدول الكبرى تؤثر بشكل مباشر على أدائه، وبالتالي، يبقى قرار المستثمرين حول اللجوء إلى الذهب مرتبطًا بمستوى المخاطر السائد في الاقتصاد العالمي.