«صدمة جديدة» أسعار الذهب تقترب من تسجيل أكبر خسائر أسبوعية منذ 6 أشهر

في ظل الأوضاع العالمية الراهنة، تسجل أسعار الذهب أكبر خسارة أسبوعية منذ 6 أشهر نتيجة المستجدات السياسية والتجارية التي تؤثر بشكل مباشر على السوق، شهد المعدن النفيس تراجعًا بنسبة 4% هذا الأسبوع ليصل إلى مستوى قريب من 3190 دولارًا للأونصة، وهو الانخفاض الأكبر لهذا العام. جاءت هذه التحركات في السوق في الوقت الذي انعقدت فيه أول محادثات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا منذ عدة سنوات والتي تخللتها اتفاقيات أولية دون الإعلان عن وقف إطلاق النار بشكل رسمي.

أسعار الذهب وأثر المفاوضات السياسية

ساهمت المحادثات التي جرت بين روسيا وأوكرانيا في تركيا في تشكيل ضغوط هبوطية على أسعار الذهب، حيث توصل الطرفان إلى تفاهمات مبدئية حول تبادل الأسرى، الأمر الذي انعكس إيجابيًا على الأسواق العالمية منخفضة المخاطر، على الرغم من ذلك، لم تسفر تلك المفاوضات عن نتائج حاسمة، مما جعل الذهب يتأثر بانخفاض الطلب باعتباره ملاذًا آمنًا. إلى جانب ذلك، برزت التهدئة بين الولايات المتحدة والصين كعامل إضافي في تقليص الإقبال على المعدن، إذ أدى التفاؤل المتزايد بشأن المفاوضات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم إلى توجه المستثمرين نحو الأصول ذات العوائد المرتفعة بدلًا من الذهب.

التأثيرات العالمية على سعر الذهب

انخفض سعر الذهب بشكل ملحوظ عن الذروة التي حققها الشهر الماضي، حيث فقد أكثر من 300 دولار للأونصة مقارنة بأعلى مستوياته، ومع ذلك، يظل المعدن النفيس مرتفعًا بأكثر من الخُمس منذ بداية العام الجاري، هذا الارتفاع يأتي بدعم من زيادة الطلب على الصناديق المدعومة بالذهب، فضلًا عن مشتريات ضخمة من البنوك المركزية وارتفاع نشاط المضاربة في الصين. الجدير بالذكر أن استثمارات الذهب لا تزال تحظى بجاذبية كونها أداة تحوط قوية في ظل استمرار التقلبات الكبيرة في العملات والأصول الأخرى.

تحليل أداء الذهب في التداولات الأخيرة

شهد سعر الذهب الفوري انخفاضًا بنسبة 1.7% ليصل إلى 3185.50 دولارًا للأونصة في ساعات التداول الأخيرة بنيويورك، فيما حقق مؤشر الدولار الفوري ارتفاعًا ملموسًا مما انعكس بشكل إضافي على تراجع أسعار المعادن النفيسة الأخرى مثل الفضة والبلاتين والبلاديوم، وفقًا لآراء متابعين للأسواق، يتوقع أن تظل أسعار الذهب تحت الضغط طالما استمر المشهد العالمي في تسجيل تطورات إيجابية على الصعيدين السياسي والاقتصادي، خاصة مع انحسار المخاوف المرتبطة بالرسوم الجمركية والنزاعات التجارية الكبرى.

عوامل تدعم أداء الذهب رغم التراجع

على الرغم من التحركات السلبية الأخيرة، يرى خبراء ماليون أن هناك عوامل أساسية تدعم قوة الذهب على المدى الطويل، منها تحوط المستثمرين ضد تقلبات الأصول الأمريكية، تنوع الاستثمارات عالميًا، واستمرار الشراء من صناديق المؤشرات والبنوك المركزية. وتظل هذه النقاط أساسية في دعم الذهب بكافة أشكاله الاستثمارية، سواء على مستوى الذهب المادي أو العقود المستقبلية.