«تراجع ملحوظ» أسعار النحاس تهبط 1 بالمئة وسط استقرار الدولار

تراجعت أسعار النحاس في التعاملات اليومية على الرغم من التفاؤل بمكاسب أسبوعية محتملة، يتعلق هذا التغير بتوازن العرض والطلب في الأسواق العالمية، إذ سجّل زيادة في مخزونات النحاس ببورصة شنغهاي إلى مستويات قياسية، مما يعزز العرض المتاح. بفضل الهدنة التجارية بين الصين والولايات المتحدة، تحرك السوق نحو استقرار نسبي، ولكن التقلبات المستمرة تؤثر على أدائه.

أسعار النحاس وتأثير الهدنة التجارية

شهدت أسعار العقود الآجلة للنحاس انخفاضًا بنسبة 1% لتصل إلى 9482 دولارًا للطن في بورصة لندن للمعادن، وتزامن هذا الهبوط مع استقرار مؤشر الدولار عند 100.8 نقطة، وهو ما أثّر على طلب المعادن بشكل عام، يعد الاتفاق المؤقت بين الصين والولايات المتحدة من بين العوامل الداعمة للسوق، حيث أضافت الهدنة التجارية الثقة للمستثمرين في قطاع المعادن وأعادت آمال تحسين الأداء الاقتصادي، وبالرغم من ذلك، تستمر المخزونات المرتفعة في الضغط على السوق، حيث ارتفعت مخزونات النحاس ببورصة شنغهاي بنسبة 34% لتصل إلى 108.14 ألف طن.

التقلبات بسوق المعادن الأخرى

لم تكن أسعار النحاس الوحيدة التي تأثرت بالسوق العالمي، فقد شهدت معادن أخرى تغيرات ملحوظة، منها تراجع الألمنيوم بنسبة 0.9% ليصل إلى 2467.5 دولارًا للطن، والزنك بنسبة 1.2% عند 2693 دولارًا للطن، وأيضًا انخفاض النيكل 1.1% ليستقر عند 15630 دولارًا للطن، ترتبط هذه التوترات بتعدد العوامل المؤثرة كالتوجهات الاقتصادية العالمية والسياسات النقدية للبنوك المركزية فيما يتعلق بالعملة الأمريكية التي تؤثر على بقية المعادن كالزنك والنيكل، يظل الطلب القوي في القطاعات الصناعية مثل صناعة السيارات والبنية التحتية داعمًا لهذه المعادن، ولكن زيادة العرض وتراجعات الأسعار قد يشكلان تحديات مؤقتة.

مخزونات النحاس وديناميكيات السوق

ارتفاع مخزونات النحاس بمستودعات شنغهاي يُظهر ديناميكيات جديدة للسوق، تعود الأسباب الرئيسية إلى زيادة الإنتاج من الدول الكبرى مثل تشيلي وأستراليا، مما أثر على التوازن بين العرض والطلب، من الملاحظ أن الطلب على المعدن يظل قويًا في قطاعات مثل الإلكترونيات والطاقة المتجددة، إلا أن التحديات الناتجة عن زيادة المخزون تضع السوق تحت ضغوط إضافية، ومع ذلك، فإن التغيرات الإيجابية مثل الهدنة التجارية بين القوى الاقتصادية قد تعيد التوازن نسبيًا، ما يفتح بوادر للتعافي التدريجي خاصة مع تحركات الاستثمار المستمرة في قطاع البنية التحتية والطاقة النظيفة.

العوامل المؤثرة على التوجه المستقبلي لأسعار النحاس

من الجدير بالملاحظة أن الأسواق تعكس عوامل جيوسياسية واقتصادية مباشرة وغير مباشرة، فالتوترات في السياسات التجارية بين الدول المصدرة والمستوردة للمعادن مثل الصين والولايات المتحدة تمثل مؤثرًا كبيرًا في أسعار النحاس، أيضًا سياسات البنوك المركزية العالمية المتعلقة بسعر الفائدة تؤثر على حجم الطلب، التعافي الاقتصادي التدريجي من التقلبات الاقتصادية السابقة شكل حاجة متزايدة للنحاس في الصناعات مما دعم الطلب بشكل محدود، على الرغم من التحديات الحالية إزاء زيادة المخزون فإن النظرة الإيجابية للاستثمارات طويلة الأجل في الطاقة المتجددة تدعم استمرار أداء قوي بالنظر للسنوات المقبلة، لذا؛ يعد الاستثمار في النحاس عاملًا جاذبًا وسط تقلبات قصيرة المدى.