«روابط تاريخية» اليمن والعراق كيف أثرت الميليشيات على العلاقة بين البلدين

اليمن والعراق يتمتعان بروابط تاريخية ممتدة عمقها التعاون العربي والإخاء، إلا أن هذه العلاقة تأثرت بشكل كبير خلال السنوات الماضية بسبب تدخل ميليشيا الحوثي التي أضرت كثيرًا بمصالح اليمن داخليًا وخارجيًا، فضلاً عن تشويه صورة البلاد لدى أشقائها، خاصة العراق، حيث تمكنت هذه الميليشيا من استغلال غياب الرؤية الواضحة في العمل الدبلوماسي مما أدى إلى عزلة دولية أضرت بمكانة اليمن وحضوره.

اليمن والعراق: علاقة تاريخية متجذرة

اليمن والعراق لطالما ارتبطا بروابط حضارية وثقافية قوية تمتد لآلاف السنين، وقد شكّل الإخاء والتعاون العربي عنوانًا لهذه العلاقة، إلا أن الممارسات التخريبية التي قامت بها ميليشيا الحوثي أدت إلى تقليص هذه الروابط الطبيعية والشراكات التي لطالما جمعت الشعبين، حيث تسللت هذه الجماعة إلى المؤسسات وعبثت بفكرة العمل المشترك بين الدول العربية، مما تسبب في إضعاف العلاقات التاريخية وتأثيرها سلبًا سواء على المستوى السياسي أو الثقافي.

دور ميليشيا الحوثي في عزلة اليمن

تمكنت ميليشيا الحوثي من إحداث اضطراب جذري في إدارة الدولة اليمنية، وهو ما انعكس على العلاقات الدبلوماسية مع كل الدول العربية وعلى رأسها العراق، كما أدى غياب رؤية استراتيجية واضحة وإدارة غير واعية للعمل الدبلوماسي إلى عزلة سياسية ودبلوماسية كبيرة، مما دفع بالعلاقات العربية اليمنية إلى مستويات غير مسبوقة من التراجع، حيث تراجعت فعالية السفارات واختفى الحضور الرسمي لليمن في العديد من المحافل الدولية.

خطوات تصحيح المسار الدبلوماسي

مع انعدام التوجه الدبلوماسي السليم، كان لا بد من قيادات حكيمة تعيد رسم هذا المسار، وقد شكّل تعيين الدكتور شائع الزنداني نقلة نوعية في استعادة اليمن لدوره العربي والدبلوماسي، حيث بدأ بسياسة تعتمد على إصلاح العلاقات مع الدول العربية وبالأخص العراق، وركز على بناء جسور ممتدة تعتمد على التكامل العربي، وشدد على ضرورة تصحيح ما أحدثته الميليشيات في الماضي، فإعادة اليمن لمكانته يتطلب التعاون الصادق مع الدول الشقيقة والمواقف الواضحة والصريحة.

أهمية الشراكة بين اليمن والعراق

الشراكات القوية التي تجمع اليمن والعراق تعود بفوائد كبيرة على كلا البلدين، فهي ليست مجرد علاقات سياسية بل تمتد إلى التعاون الثقافي والتجاري، العراق يمثل شريكًا إستراتيجيًا لليمن ولطالما كان البلد العربي الداعم لقضايا أشقائه، ما يجعل ضرورة ترميم العلاقات وإعادتها لمسارها الصحيح أمرًا غير قابل للتأخير، إن تعزيز التعاون العربي يتطلب تجاوز الممارسات التي شوهتها جماعات التخريب وضمان تقديم الأولوية للإصلاح في خدمة المصالح المشتركة.

موضوع التفاصيل
تاريخ العلاقات عمق ممتد منذ القدم
الحالة الحالية تأثر العلاقات بفعل التدخلات
الإصلاح المقترح توجه دبلوماسي متوازن مع العراق