«رجل الظل» حسين السلامة من هو ولماذا يستعينون به

تم تسليط الضوء مؤخرًا على تعيين حسين السلامة، المعروف بلقبه الحركي “أبو مصعب الشحيل”، ليترأس جهاز الاستخبارات العامة السورية، في خطوة تُعتبر تحولًا هامًا في الساحة السياسية والأمنية بسوريا، حيث يُنظر إليه كشخصية متمكنة تجمع بين الخبرة الأمنية العميقة والفهم الدقيق للمشهد الاجتماعي والعشائري في البلاد، ويأتي هذا القرار في وقت تحتاج فيه سوريا إلى قيادة استراتيجية لمواجهة التحديات الراهنة.

حسين السلامة: رجل المهام الصعبة في سوريا

عرف حسين السلامة بمشاركته الفعّالة في مختلف القضايا الأمنية المعقدة التي واجهتها الدولة السورية خلال السنوات الأخيرة، حيث لعب دورًا محوريًا في مواجهة تنظيم “داعش” في المناطق الشرقية من دير الزور، كما ساهم في تحقيق التفاهمات مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الشمال السوري، هذا بالإضافة إلى دوره المهم في حل نزاعات عشائرية كبيرة، مثل النزاع الذي شهدته منطقة الشحيل في سبتمبر 2024، لتصبح خبرته أداة أساسية في إدارة توازنات حساسة على الصعيد الأمني والاجتماعي.

من جبهات القتال إلى العمل السياسي

ينحدر حسين السلامة من بلدة الشحيل الواقعة في دير الزور وينتمي إلى قبيلة العكيدات، التي تعتبر من أبرز القبائل تأثيرًا في شرق سوريا، بدأ مسيرته من خلال الدراسة في مجالات فنية وإدارية، قبل أن يتحول للعمل العسكري مع انطلاق الثورة السورية عام 2011، تدرج عبر محطات متعددة، بدءًا من جبهة النصرة، ثم هيئة تحرير الشام، ليصل بعد سقوط نظام بشار الأسد إلى الانضمام للحكومة السورية الجديدة، تولى خلالها بضع مناصب بارزة، أبرزها محافظ دير الزور والرقة والحسكة، ليساهم بصياغة المشهد الأمني والسياسي.

استراتيجيات جديدة في مرحلة حساسة

جاء تعيين حسين السلامة في فترة تشهد تغييرات جذرية بسوريا، إذ أكدت مصادر متعددة أن هذا القرار يشير إلى توجه استراتيجي لإعادة التوازن الأمني والسياسي، خاصة في المناطق الشرقية مثل الجزيرة السورية التي تشمل دير الزور، الرقة، والحسكة، ويعد ملف “داعش” أكثر التحديات الأمنية إلحاحًا، لا سيما مع ظهور نشاط متجدد لخلايا التنظيم في البادية السورية، لذلك فإن تعيينه ليس مجرد خطوة بروتوكولية، بل يمتلك أبعادًا شاملة تتضمن تعزيز السيطرة السورية، وإعادة الأمن المفقود في ظل الصراعات المحلية.

دور العشائر والتحالفات الدولية

يعتبر حسين السلامة أحد أبرز الوجوه التي يمكنها استثمار العلاقات العشائرية لتحقيق الاستقرار شرقًا، من خلال الاستفادة من شبكة علاقاته الوثيقة بقبائل المنطقة، يأتي هذا في وقت تلعب فيه العشائر دورًا بارزًا في إعادة ترتيب الأولويات المحلية والدولة على حد سواء، كذلك، أبدت القوى الغربية، خاصة الولايات المتحدة، رضًا عن هذا التعيين، مُبرزة الدور البناء الذي لعبه السلامة في محاربة داعش، لكن يبقى تحدي النفوذ الإيراني في المنطقة عاملًا حاكمًا، إذ تعمل طهران على تعزيز وجودها ما قد يشكل صدامًا مباشرًا مع خطط السلامة.

ملف الاستخبارات بقيادة حسين السلامة

تعيين حسين السلامة على رأس جهاز الاستخبارات السورية يمثل خطوة رمزية وجوهرية في آن واحد، حيث يفترض أن تشهد الساحة الأمنية تحولات ملموسة معه، يعتمد الرجل على فهمه العميق لتعقيدات المشهد السوري، إلى جانب قدرته على بناء قنوات اتصال بين مختلف الأطراف المتصارعة، مما يعزز إمكانية تحقيق الاستقرار واستعادة الدولة السورية لدورها المؤسسي والقيادي.