«رفع العقوبات» الأمريكية ماذا تعني الخطوة الجديدة على الصعيد الدولي

ألقى الرئيس السوري أحمد الشرع خطاباً تاريخياً تطرق فيه إلى رؤية شاملة لإعادة بناء سوريا بعد رفع العقوبات عنها، مسلطًا الضوء على المسار الذي تمر به البلاد من مرحلة الانهيار إلى إعادة الإعمار، مع تأكيده على أهمية وحدة السوريين ودورهم الفعّال في رسم مستقبل مشرق، تناول الرئيس النقاط الرئيسية التي ترتكز عليها خطة العمل الوطنية الجديدة.

خطاب أحمد الشرع.. استذكار الماضي ورسم الحاضر

في بداية حديثه، أكد الشرع على ضرورة مواجهة الماضي الأليم الذي واجهته سوريا تحت وطأة الصراع والانقسام، مشيرًا إلى ما سماه بـ”الحقبة السوداء”، حيث تعرض الشعب للسلب والاضطهاد وتحولت البلاد إلى بيئة منفصلة عن عمقها الحضاري والإنساني، وأوضح أن هذه الأحداث المأساوية هي التي دفعت السوريين إلى البحث عن نهضة وطنية تقودهم نحو مستقبل أفضل، وأشاد بدور الشعب في تحمل هذه المعاناة، مبرزًا قدرتهم على الصمود والانطلاق من جديد.

إعادة إعمار سوريا.. خطوات التأسيس

أبرز خطاب أحمد الشرع مجموعة من المبادرات والخطط التي تم وضعها على مدار الأشهر الستة الماضية تمهيدًا لنقل البلاد نحو مرحلة الاستقرار السياسي والاجتماعي، تضمنت هذه الخطط تشكيل حكومة جديدة وتنظيم لجنة انتخابية مستقلة، بالإضافة إلى التحضير لدستور جديد يضمن الحقوق الأساسية للسوريين كافة، كما أُطلق العمل لتطوير المؤسسات وإلغاء القوانين الجائرة التي أعاقت العدالة الاجتماعية لسنوات، وركزت الجهود بشكل أساسي على تحقيق الأمن الداخلي وتوحيد الفصائل ضمن وزارة الدفاع.

دور الدبلوماسية في استعادة موقع سوريا عالميًا

تحدث أحمد الشرع بفخر عن نجاح الدبلوماسية السورية في كسر العزلة الدولية عبر المشاركة في المنتديات العالمية، وأشاد بتعاون الدول الشقيقة والصديقة في دعم سوريا خلال هذه المرحلة الحساسة، إذ ساهمت دول مثل السعودية وقطر وتركيا والإمارات ومصر، إضافة إلى دول أوروبية مثل فرنسا وألمانيا، في تقديم الدعم الدبلوماسي والاقتصادي، وخص بالذكر الولايات المتحدة على قرار الإدارة السابقة برفع العقوبات، معتبرًا هذا التحول إنجازًا تاريخيًا ساهم في فتح أبواب الأمل للسوريين.

الاستثمار في إعادة إعمار سوريا

دعا الرئيس أحمد الشرع المستثمرين من الدول العربية والغربية إلى المساهمة في عملية إعادة بناء سوريا، مشددًا على التزام الحكومة بتهيئة بيئة استثمارية جاذبة وتأمين جميع المتطلبات القانونية لتحقيق ذلك، وأوضح أن هذه المشاريع طموحة وتهدف لتأسيس بنية تحتية قوية تسهم في إعادة الخدمات الأساسية للشعب، كما أشار إلى أن النهضة الاقتصادية لن تتحقق إلا من خلال تعاون المجتمع الدولي والشركاء الإقليميين.

وحدة السوريين وتأثيرها على رفع العقوبات

أكد الرئيس السوري أن اتحاد الشعب داخل البلاد وخارجها كان العامل الرئيسي وراء تغيير وجهة النظر العالمية تجاه سوريا، حيث لعبت الجاليات السورية دورًا فاعلًا عبر ممارسة ضغوط دولية، تكللت برفع العقوبات الاقتصادية، وأشاد بتضحيات السوريين في الداخل وصمود المخيمات في وجه التحديات التي زادت من وعي العالمي بحقوقهم المشروعة، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة ستكون قائمة على التعاون والعدالة لضمان ترسيخ التغيير الذي يعكس طموح الشعب في حياة أفضل.

سوريا للجميع.. توازنات المستقبل

اختتم أحمد الشرع خطابه بالتأكيد على أن سوريا الجديدة ستبنى بالتعايش السلمي بين جميع مكونات الشعب دون استثناء، مبرزًا التزام الحكومة بالعمل لتحقيق العدالة الانتقالية والمساواة التي تضمن حقوق كافة الطوائف والأعراق، كما شدد على أهمية الاستفادة من أخطاء الماضي لتأسيس دولة قوية ومستقلة تكون جزءًا من المجتمع العالمي المتقدم، مع الحفاظ على هويتها الوطنية والقومية.