«اليوم التاريخي» النكبة وكيف بدأت مأساة الفلسطينيين عام 1948

في مثل هذا اليوم 15 مايو 1948، يُعد انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين حدثًا مفصليًا في التاريخ الفلسطيني والعربي، إذ بدأ سلسلة من التغيرات الجذرية التي ما زالت تبعاتها مستمرة حتى اليوم، وقد جاء هذا الحدث نتيجة مباشرة لقرار الأمم المتحدة في نوفمبر 1947 بتقسيم فلسطين إلى دولتين، أحدهما عربية والأخرى يهودية، والذي مكن للصهاينة تأسيس دولتهم بقيام إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني.

إنهاء الانتداب البريطاني وتمكين المشروع الصهيوني

في أعقاب قرار التقسيم، أعلنت بريطانيا نيتها الانسحاب بشكل نهائي من فلسطين في 15 مايو 1948، وهو اليوم الذي ارتبط ببداية النكبة الفلسطينية، حيث أظهرت السلطات البريطانية تواطؤًا واضحًا مع المشروع الصهيوني، فسلّمت مواقع استراتيجية مهمة إلى الميليشيات الصهيونية، أبرزها مدينة حيفا، وسمحت للصهاينة بتنظيم تسليحهم وتدريب قواتهم العسكرية، مما منحهم ميزة كبيرة في التحضير للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وإعلان قيام دولتهم.

النكبة وافتقاد التنسيق العربي

مع حلول موعد انسحاب الاحتلال البريطاني، دخلت الجيوش العربية للدفاع عن فلسطين، إلا أن هذا التدخل شهد العديد من العوائق والقصور الواضح، إذ عانت القوات العربية من ضعف التجهيز والتنسيق فيما بينها، في المقابل كان الصهاينة أكثر تجهيزًا وتنظيمًا بفضل الدعم اللوجستي والعسكري الذي حصلوا عليه سابقًا، كما افتقرت المقاومة الفلسطينية إلى الموارد والتسليح الكافي، ما أضعف موقف الجيوش العربية وأدى إلى تقدم القوات الصهيونية في السيطرة على مناطق عديدة.

دور مصر وجهاد المتطوعين

على الرغم من الإخفاق الكبير في مجمل العمليات العسكرية العربية، إلا أن الجيش المصري أظهر شجاعة كبيرة خلال النكبة، إذ خاض معارك بطولية في محاولات للدفاع عن المدن الفلسطينية، كما لعب المتطوعون المصريون دورًا محوريًا في دعم العمليات الحربية بجانب القوات النظامية، رغم ضعف الإمكانيات والتحديات الميدانية، سجلت تلك المساهمات صفحة مشرفة وسط صورة شديدة الإحباط للأداء العسكري العربي.

تأثير القرار الأمريكي وفرض الهدنة

قبل يوم انتهاء الانتداب، كانت الولايات المتحدة الأمريكية أول دولة تعترف رسميًا بقيام دولة إسرائيل، مما أضفى شرعية ودعمًا كبيرًا للكيان الصهيوني في مواجهة الضغط الدولي والعربي، ومع استمرار المعارك لثلاثة أسابيع، تدخل مجلس الأمن لفرض هدنة، بينما استغلت إسرائيل هذه الفترة لتعزيز مكاسبها العسكرية، فيما قبلتها الدول العربية دون تحقيق إستراتيجية واضحة، ما عزز الفرصة أمام الصهاينة لتوسيع نفوذهم وفرض واقع جديد في فلسطين.

أحداث النكبة 1948 وتأثيراتها المستمرة

تعد نكبة فلسطين مثالاً حيًا على المؤامرة الدولية التي أسهمت في إقرار المشروع الصهيوني وتقويض حقوق الشعب الفلسطيني، إذ ترافق هذا الحدث مع تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين قسرًا من أراضيهم وارتكاب المجازر بحقهم، مما أوجد قضية اللاجئين التي ظلت تمثل مأساة مستمرة للشعب الفلسطيني حتى اليوم، كما كانت خطوة الاعتراف الدولي بإسرائيل إحدى أهم الأسباب في ترسيخ الاحتلال الإسرائيلي وتعميق الأزمة التي تبعتها.

العنوان القيمة
تاريخ انتهاء الانتداب البريطاني 15 مايو 1948
تاريخ قرار التقسيم نوفمبر 1947
الدولة الأولى التي اعترفت بإسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية