«تصعيد خطير» وزير إسرائيلي يهدد بهدم قريتين فلسطينيتين بالكامل

في خطوة جديدة تثير الجدل وتزيد التوتر في الأراضي المحتلة، أطلق وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش تصريحات عدوانية تستهدف كلاً من قريتي بروقين وكفر الديك الواقعتين شمالي الضفة الغربية، زاعمًا أن هذه القرى تمثل ما سمّاه “أوكار الإرهاب”، هذه التصريحات جاءت بعد حادثة مقتل مستوطنة إسرائيلية بالمنطقة والتي استغلها سموتريتش للدعوة إلى استخدام القوة المفرطة في الأراضي الفلسطينية.

تصريحات الوزير حول تدمير القرى الفلسطينية

عبر حسابه على منصة “إكس”، دعا سموتريتش إلى التعامل مع بروقين وكفر الديك بالطريقة ذاتها التي “دُمرت” بها مناطق شجاعية وتل السلطان في غزة سابقًا، هذه الدعوة لم تكن الأولى من نوعها، إذ يُعرف الوزير الإسرائيلي بتوجهاته اليمينية المتطرفة التي ترفض أي محاولات للتهدئة، بل ويتبنى سياسة تعتمد على التصعيد العسكري في مواجهة الفلسطينيين، تأتي هذه التصريحات كرد فعل مباشر، وفق قوله، على ما وصفه بـ “تهديدات ضد المواطنين الإسرائيليين”.

ردود الأفعال على هذه التصريحات

تصريحات الوزير أثارت استياءً واسعًا كونها تتوافق مع سياسات ممنهجة لتشديد القبضة الأمنية والعسكرية على المناطق الفلسطينية، وقد اعتبرها العديد من المراقبين بمثابة تحريض مباشر على ارتكاب انتهاكات بحق مدنيين عزّل، في ذات السياق، تستمر حالات التصعيد في الأراضي المحتلة وسط واقع يتسم بالممارسات العدوانية والاعتقالات التعسفية.

التصعيد الميداني في الضفة الغربية

لا تتوقف السياسة الإسرائيلية عند التصريحات فقط، شهدت المناطق الفلسطينية، وبالأخص جنوب مدينة الخليل، اقتحامات واسعة نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث ركزت الحملات بشكل خاص على مخيم الفوار، هذا الاقتحام أسفر عن اعتقالات واسعة لعدد كبير من الفلسطينيين تجاوز السبعين شخصًا، فضلاً عن تدمير محتويات المنازل وترويع السكان، وفقًا لشهود محليين، فإن هذه الاقتحامات ليست إلا جزءًا من حملة التصعيد التي تشهدها المنطقة مؤخرًا.

استهداف المدنيين الفلسطينيين

تظهر في مثل هذه الأحداث سياسة باتت واضحة تتمثل في استهداف المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، سواء عبر الاعتقالات العشوائية أو هدم المنازل والممتلكات، وقد بررت سلطات الاحتلال هذه العمليات تحت ذريعة “الحفاظ على الأمن”، في الوقت الذي يزداد التوتر الأمني والعنف بالضفة الغربية تزامناً مع دعوات الفصائل الفلسطينية إلى التصدي لمحاولات التهجير والاستيطان.

انعكاسات الوضع على القرى المستهدفة

بالعودة إلى قريتي بروقين وكفر الديك، تُعد القريتان من الأراضي الفلسطينية المتضررة بشدة من سياسات الاحتلال، إذ تعانيان من زحف استيطاني متواصل ومنع السكان من استثمار أراضيهم، مما يزيد من معاناة أهالي قريتي بروقين وكفر الديك الذين يعتمدون على الزراعة البسيطة والموارد الطبيعية للبقاء، وفي وقت يسعى الإسرائيليون لتبرير انتهاكاتهم باسم الأمن القومي، تُظهر تقارير دولية أن السياسات الإسرائيلية تجاه هذه القرى تضرب عرض الحائط بالقوانين الدولية.

يتجلى هذا الواقع الإنساني والسياسي العسير في الضفة الغربية، مع استمرار السلطات الإسرائيلية في إجراءاتها التعسفية وممارساتها القمعية، التي تتعارض مع المبادئ الأساسية للحقوق الإنسانية، وبدلاً من السعي نحو حلول سلمية وحوار بنّاء، يثبت التصعيد المستمر أن حدة المواجهات ستبقى خياراً محتملاً للأسف في الأفق القريب.