«انخفاض حاد» الذهب يسجل أدنى مستوى في شهر بسبب تراجع المخاطر التجارية

انخفاض أسعار الذهب وتأثير التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين

انخفضت أسعار الذهب إلى أدنى مستوياتها خلال شهر، متأثرة بتطورات تجارية عالمية وقراءات اقتصادية أمريكية يُترقب صدورها، إذ إن ذوبان التوترات بين الولايات المتحدة والصين ساهم في تقويض الطلب على الملاذ الآمن، فيما يُتابع المستثمرون بيانات مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي وخطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول للحصول على إشارات حول مسار السياسة النقدية القادمة، أما أسعار الفائدة فتظل عاملًا هامًا في تفسير هذه التحركات.

الذهب وعلاقته بخفض التوترات التجارية

توافق الولايات المتحدة والصين على خفض الرسوم الجمركية بشكل كبير والالتزام بهدنة تجارية مؤقتة لمدة 90 يومًا ساهم في تقليل المخاطر الاقتصادية العالمية، انعكس هذا انخفاضًا كبيرًا في أسعار الذهب الفوري التي تراجعت بنسبة 1.1% لتصل إلى 3,144.51 دولارًا للأوقية، في حين سجلت العقود الآجلة للذهب الأمريكي انخفاضًا بنسبة 1.3% لتصل إلى 3,146.20 دولارًا، مما يعكس التحسن النسبي في إقبال المستثمرين على الأصول الخطرة مقارنة بالملاذات الآمنة مثل الذهب.

ارتفاع الدولار وتأثيره على المعدن الأصفر

الرغبة المتزايدة في الاستثمار بالدولار الأمريكي نتيجة مرونته أمام العملات الأخرى أحدثت مزيدًا من الضغط على أسعار الذهب، إذ يتوقع المستثمرون بيانات جديدة حول مبيعات التجزئة الأمريكية والتضخم، والتي قد تعطي إشارات أوضح بشأن السياسة النقدية القادمة، كما أن عوائد السندات الأمريكية المرتفعة تجعل الذهب أقل جاذبية كملاذ آمن، خاصة في ظل توقع الأسواق أن الاحتياطي الفيدرالي قد يخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس قبل نهاية العام.

بيانات التضخم الأمريكية وتأثيرها على أسعار الذهب

يتركز اهتمام الأسواق المالية على بيانات مؤشر أسعار المنتجين التي ستصدر قريبًا بعد التقارير السابقة التي أظهرت تباطؤًا في مؤشر أسعار المستهلك، تستمر التوقعات بشأن انخفاض معدل التضخم في تحفيز الأسواق المالية إلى الاعتقاد بوجود خفض محتمل لأسعار الفائدة؛ هذا التوجه سيؤدي إلى تعزيز وجود سيولة إضافية في الأسواق، مما يضعف الدولار تدريجيًا مقابل العملات الأخرى في المستقبل، ما قد يساعد على استعادة الذهب جزءًا من زخمه المفقود.

تصريحات باول ودورها في تشكيل مستقبل الذهب

ألقى رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خطابًا أُتبع باهتمام كبير من الأسواق، حيث تناول فيه الإطار السياسي والنقدي للبنك المركزي في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية الراهنة، وأكد أهمية ضبط السياسات النقدية بما يتماشى مع القدرة على تحقيق التوظيف الكامل واستقرار الأسعار، استبقت الأسواق خطابه بالتوقعات بشأن معدلات الفائدة ما أدى إلى مزيد من الضغط على أسعار الذهب.

مستقبل الذهب في ظل المؤشرات الاقتصادية

رغم الانخفاض الحالي في سعر الذهب، إلا أنه لا يزال يحوم فوق مستوى 3,000 دولار للأوقية بسبب ارتباطه الوثيق بمخاطر السياسة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ومع رغبة الأسواق في رؤية تحسينات ملموسة في المناخ التجاري بين البلدين؛ تعتمد التوقعات المستقبلية للذهب بشكل كبير على مدى استمرار الهدنة الجمركية وإنعاش حجم التجارة بشكل أوسع، في الوقت ذاته، تُشير التوقعات إلى تعافي الذهب تدريجيًا في حال ضعف الدولار على المدى الطويل.