«تراجع حاد» سعر الذهب يهبط 10 بالمئة عن أعلى مستوى تاريخي له

أصبحت الأسهم تمثّل خيارًا أفضل للتحوط من المخاطر مقارنةً بالذهب، حيث يواجه الذهب تراجعًا ملحوظًا في ظل تحسّن الأوضاع الاقتصادية، ويبدو أن الزخم الذي كان يدعم الذهب كملاذ آمن قد بدأ في الانخفاض، فقد انخفض سعر الذهب بنسبة تتجاوز 10% عن مستوياته القياسية التي وصل إليها في أبريل، مما يعكس تحولات مهمة في أسواق المال العالمية.

الذهب وتراجع الزخم الاقتصادي

شهد الذهب انخفاضًا كبيرًا خلال الفترة الأخيرة، ويتم تداوله حاليًا عند 3,140 دولارًا للأونصة، بعد أن كان قد وصل إلى أعلى مستوى له عند 3,500 دولار، بينما استمرت الضغوط على أسعار الذهب نتيجة تحسن المناخ الاقتصادي العالمي، وبالتحديد، أثناء جلسة تداول الخميس، تراجع سعر الذهب بنسبة تجاوزت 2% مقارنة بالأيام السابقة، وهو ما يعكس ضعف الطلب على الأصول الآمنة مع انحسار التوترات التجارية وتحقيق تقدم في القضايا الاقتصادية العالمية.

دور المحادثات التجارية في تحديد مسار الذهب

ساهمت المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة ودول مثل الصين والهند وكوريا الجنوبية في تغيير اتجاهات الأسواق، فقد أعلن الرئيس الأمريكي عن تخفيض كبير في الرسوم الجمركية وتمديد هدنة مدتها 90 يومًا سعيًا نحو إبرام اتفاقيات تجارية شاملة، هذا التقدم أدى إلى تقليص حالة عدم اليقين العالمي، ما ساهم في تراجع الإقبال على الذهب الذي يعد من الأصول الآمنة عادة، خاصة أثناء الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية.

انعكاسات الاحتياطي الفيدرالي وانخفاض التضخم

بدأت التوقعات تشير إلى نهج الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو خفض محتمل لأسعار الفائدة استجابةً لتباطؤ معدلات التضخم في الولايات المتحدة، وهو ما يمكن أن يدعم عادةً أسعار الذهب حيث يُعتبر الذهب أصلًا غير مدر للعائد بشكل ينافس الأصول التقليدية، ومع ذلك، هذا لم يمنع استمرار عمليات بيع الذهب نتيجة الاتجاه الإيجابي للسوق المالية العالمية وتحسن المؤشرات الاقتصادية.

تراجع الذهب في الهند وتأثيره على السوق المحلية

شهدت الهند انخفاضًا كبيرًا في أسعار الذهب، حيث انخفض سعره إلى 91,250 روبية بعدما كان قد سجل أعلى مستوى عند 100,000 روبية، وهذا التراجع يُظهر ضغطًا مستمرًا على السوق الهندية بالرغم من تداول عقود الذهب الآجلة بأسعار تفوق السعر الفوري في بورصة MCX للأشهر القادمة، وهذا يعكس توقعات إيجابية معتدلة حيال الأسعار المستقبلية رغم الظروف الراهنة.

الأسهم مقابل الذهب كملاذ آمن

لطالما كان الذهب يلقب بـ”إله الأوقات المضطربة”، إلا أن الاتجاه نحو الأسهم أصبح ملحوظًا في الفترة الأخيرة، فهو يمثل خيارًا أكثر جاذبية للتحوط من المخاطر بفضل الأداء الاقتصادي المُحسن عالميًا، فمع استمرار المفاوضات التجارية وتوقعات بخفض مستويات الرسوم الجمركية، يبدو أن التغيرات في الاستراتيجيات الاقتصادية العالمية تدعم الأصول ذات العوائد المرتفعة مثل الأسهم، تاركةً الذهب في مواجهة تحديات كبيرة بمراكز بيعية متزايدة.