«أسعار الذهب» تهبط 37 دولارًا فهل تؤثر بيانات التضخم الأميركية قريبًا؟

شهدت أسعار الذهب انخفاضًا ملحوظًا خلال تعاملات الخميس 15 مايو/أيار 2025، حيث هبط السعر بنحو 37 دولارًا ليصل إلى أدنى مستوى له خلال أكثر من شهر، ويرتبط ذلك بتوقعات بيانات التضخم الأميركية، والتي تلقي بظلالها على قرارات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، إذ تنتظر الأسواق توجّهًا نحو تخفيض أسعار الفائدة بنحو 50 نقطة أساس بنهاية العام.

أسعار الذهب اليوم

تراجعت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم يونيو 2025 بنسبة 1.17%، لتسجل 3151 دولارًا للأوقية، وهو ما يبرز التأثير السلبي لتحسن الأوضاع الاقتصادية العالمية، كما تراجعت عقود الذهب الفورية بنسبة 0.76% لتصل إلى 3152.93 دولارًا للأوقية، ويواكب هذا الانخفاض تراجع الملاذات الآمنة بفعل انحسار التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، إضافة إلى تأثير ارتفاع العملة الأميركية.
وفي الوقت نفسه، تأثر أداء المعادن الثمينة الأخرى، حيث انخفضت أسعار الفضة بنسبة 0.79% لتستقر عند 31.97 دولارًا للأوقية، بينما سجل البلاتين هبوطًا بنسبة 0.32% ليصل إلى 981.98 دولارًا للأوقية وتراجع البلاديوم أيضًا بنسبة 0.51% ليبلغ 949.86 دولارًا للأوقية، وتشير هذه التغيرات إلى أن الأسواق تتأثر بقوة الدولار الأميركي، الذي انخفض مؤشره بنسبة 0.30% أخيرًا، مسجلًا 100.73 نقطة.

أسباب تراجع أسعار الذهب

يُعزى انخفاض أسعار الذهب إلى عدة عوامل رئيسة، أبرزها:

• انحسار التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، بعد الإعلان عن تخفيض الرسوم الجمركية المؤقتة واتفاقية اقتصادية تهدف إلى وقف النزاع التجاري بين أكبر اقتصادات العالم.
• توقعات بيانات التضخم الأميركية، التي ستحدد مستقبل أسعار الفائدة، مما يُضعف الطلب على الذهب كملاذ آمن.
• الارتفاع التدريجي لمؤشر الدولار، الذي يقلل جاذبية الاستثمار في الذهب بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.

كل هذه العوامل أدت إلى خلق ضغط كبير على المعدن الأصفر، فيما يترقب المستثمرون بقلق استمرار هذا الأداء الضعيف على المدى القريب.

تحليل توقعات أسعار الذهب

يرى المحللون أن حالة عدم الاستقرار التي تشهدها الأسواق العالمية تؤثر على الذهب بشكل كبير، حيث أكد “جيجار تريفيدي”، كبير المحللين في شركة ريلاينس، أن التفاؤل الناجم عن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين قلّل من حاجة المستثمرين إلى اللجوء إلى الذهب كتحوط، وأشار إلى أن بيانات التضخم القوية المتوقعة خلال الأيام المقبلة قد تضيف ضغوطًا إضافية على أسعار المعدن النفيس.
وفي سياق متصل، تهدف السياسات الأميركية الحالية إلى دعم الاقتصاد عبر تعديل التعرفات الجمركية وخفض أسعار الفائدة، وهو ما يُعتبر مؤثرًا رئيسيًا على الأسواق والمعادن الثمينة، بيد أن استمرار الضغوط الاقتصادية أو ظهور مفاجآت يمكن أن يؤدي إلى تغير توجهات هذه الأسواق.

نظرة مستقبلية على أداء الذهب

تسلط توقعات المحللين الضوء على بيئة اقتصادية متقلبة قد تؤدي إلى استمرار حالة التذبذب في أسعار الذهب، إذ من الضروري متابعة مؤشرات اقتصادية هامة مثل بيانات أسعار المنتجين ومؤشرات التضخم، إلى جانب ما سيصدر من تصريحات من رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، كل هذه العوامل ستلعب دورًا رئيسًا في صياغة توجه أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة.
يُعتبر الذهب أحد أبرز أدوات التحوط ضد التقلبات الاقتصادية، لكن في بيئة يشهد فيها الدولار الأميركي حالة من الزخم والطلب المتزايد، يصبح من الطبيعي أن يفقد المعدن الأصفر بعضًا من جاذبيته الاستثمارية، ويبقى السؤال عن مدى قدرة الذهب على استعادة زهوه مع اقتراب التخفيضات المتوقعة في أسعار الفائدة الأميركية على المدى الطويل.