«انقطاع مفاجئ».. مواطنون يمنيون يطالبون بحلول عاجلة بعد شهرين من الأزمة

يشهد قطاع الاتصالات والانترنت في اليمن أزمة حادة أدت إلى استياء شعبي واسع بسبب سوء جودة الخدمة وارتفاع تكاليفها، حيث يزيد الأمر تعقيدًا مع استمرار الانقطاعات الطويلة للبنية التحتية والتأثيرات السلبية على الأنشطة اليومية والتجارية للمواطنين، ويترقب اليمنيون خطوات جادة لتحسين خدمات الاتصال أو تقديم بدائل فعّالة من شأنها أن تخفف من معاناتهم اليومية.

أزمة الإنترنت في اليمن: الكلفة المرتفعة والخدمة الضعيفة

أصبحت خدمة الإنترنت في اليمن تمثل عبئًا كبيرًا على المواطن نتيجة للارتفاع غير المنطقي في الأسعار مقرونًا بجودة منخفضة للغاية، حيث وصف مسؤولون محليون وشخصيات مجتمعية الخدمة بأنها “البطيئة والأغلى عالميًا”، وتسيطر شركات محلية على السوق دون توفير بديل مقنع للمستهلكين، مما يدفع العديد من المستخدمين إلى اللجوء إلى باقات الإنترنت عبر شبكات “الفور جي” التي تُستهلك بسرعة وتُعد باهظة التكلفة مقارنة بالدخل الشهري للشخص العادي في اليمن، وهذا يجعل الخدمة شبه مستحيلة للكثيرين.

اليمنيون يطالبون بالسماح بـ”ستارلينك”

تصاعدت الأصوات المطالبة بالسماح بدخول خدمات الإنترنت الفضائي مثل “ستارلينك” لتحرير السوق من سيطرة الشركات المحلية، حيث يشير الخبراء إلى الفوائد المحتملة لهذه الخدمة وقدرتها على تقديم اتصالات موثوقة وبأقل كُلفة للمستخدم في المناطق النائية، ومن اللافت أن شركة “ستارلينك” نجحت بالفعل في تقديم حلول مماثلة في العديد من الدول، غير أن العوائق السياسية والأمنية تبقى تحديًا كبيرًا أمام انتشار هذه التكنولوجيا في اليمن، ما يتطلب موافقات حكومية وسياسية مع وجود توافق جماعي لرفض استمرار الاحتكار الحالي الممارس من قبل الشركات القائمة.

خطوات مطلوبة لتحسين خدمة الإنترنت في اليمن

لمواجهة هذه الأزمة، فإن هناك بضعة حلول مقترحة قد تسهم في تحسين الوضع الحالي لخدمة الإنترنت، منها ضرورة قيام الحكومة بتفعيل الرقابة الفعلية على شركات الاتصالات وضمان تحسين سرعات الإنترنت بما يتناسب مع التكاليف المبالغ فيها التي يتحملها المواطنون، إلى جانب السعي للتعاون مع الجهات الإقليمية والدولية لفتح باب المنافسة أمام مقدمين جدد للخدمة مثل “ستارلينك” التي من شأنها تحرير السوق وتحقيق العدالة الرقمية، الأهم من ذلك هو توجيه الجهود لإعادة بناء البنية التحتية الأساسية وتعزيزها بما يضمن استدامة الاتصالات وخدمة الإنترنت في المستقبل.

في الختام، المؤسسات المعنية في اليمن تواجه اختبارًا حاسمًا لتحسين وضع القطاع وتقليل معاناة المواطن الذي أصبح بين مطرقة التكلفة وسندان غياب الخدمة، ويبقى الأمل معقودًا على اتخاذ خطوات جادة وفعّالة تُفضي إلى فتح سوق تنافسي يوفر خيارات متعددة ويوفر خدمة إنترنت مريحة بأسعار معقولة للجميع.