«حزام الزلازل» يثير الجدل.. خبير جيولوجي يكشف حقيقة دخول مصر المنطقة

يُعد البحر المتوسط منطقة نشطة زلزالياً نظراً لوجود الفاصل بين الكتلتين الإفريقية والأوروبية جنوب أوروبا، حيث تشهد المنطقة زلازل مستمرة متفاوتة الشدة. أوضح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، أن هذه الزلازل تتركز حول مناطق كسلاسل الجُزر مثل قبرص وكريت واليونان، ما يجعل المنطقة حزام زلازل ضعيف مقارنة بأحزمة الزلازل الكبرى كاليابان، مع تأثيرات أقل خطورة على شمال إفريقيا والسواحل المصرية.

الزلازل في منطقة البحر المتوسط وتأثيرها على مصر

ذكر الدكتور عباس شراقي أن البحر المتوسط يُعد ممرًا مستمرًا للنشاط الزلزالي بسبب الفاصل الجيولوجي بين الكتلتين الإفريقية والأوروبية، حيث يشهد هذا الفاصل زلازل بشكل يومي، غالبًا ما تكون خفيفة لا يشعر بها السكان. ومع ذلك، عندما تصل الزلازل إلى قوة تزيد عن 6 درجات، مثلما حدث مؤخرًا، قد يشعر بها السكان بعيدًا عن مركزها نظراً لعمق بؤرة الزلزال التي تصل إلى أكثر من 70 كيلومتراً؛ ما يُقلل من تأثيرها المدمر نسبياً على المناطق المحيطة. رغم ذلك، فإن هذا النوع من الزلازل غالباً ما يكون له توابع ضعيفة كما أوضح شراقي، حيث تم تسجيل تابع واحد فقط بقوة 3.4 درجة.

لماذا تكون الزلازل أقل تأثيراً في مصر؟

تحدث الدكتور شراقي عن موقع مصر الجغرافي ودورها في تخفيف تأثير الزلازل، حيث تبعد السواحل المصرية عن مركز الفاصل الزلزالي بمسافة تتراوح بين 400 و500 كم. كما أشار إلى أن الزلازل العميقة، كما هو الحال في البحر المتوسط، تكون أقل تدميرًا مقارنة بالزلازل السطحية. أضاف أن مصر ليست ضمن المناطق النشطة زلزالياً عالمياً، لكنها قد تتأثر أحيانًا بزلازل بعيدة مثل تلك القادمة من جنوب أوروبا أو حوض المتوسط. يوضح الدكتور أن السواحل المصرية لن تتأثر بشكل كبير إلا إذا حدث زلزال ضخم بقوة تتخطى 8 درجات، كما حدث في زلزال عام 365 ميلادية الذي تسبب في تسونامي دمر الإسكندرية وعددًا من السواحل الإفريقية.

كيفية التعامل مع النشاط الزلزالي في البحر المتوسط

شدد الدكتور شراقي على أن زلازل البحر المتوسط أمر طبيعي ومعتاد ولا يدعو للقلق المبالغ، مشيرًا إلى ضرورة تحسين استراتيجيات البناء في المناطق الساحلية المصرية وتقويتها لمواجهة أي هزات أرضية مفاجئة ذات تأثير كبير. وأوضح أن التنبؤ الدقيق بتوقيت الزلازل لا يزال تحديًا علمياً، إلا أن متابعة النشاط الزلزالي وتحليل أنماط الهزات المسجلة ستساعد في الاستعداد بشكل أفضل. وأوصى بتعزيز وعي السكان بالسلوك الآمن عند الشعور بالهزات، والاعتماد على التحذيرات الصادرة عن الجهات المختصة مثل المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية.

تجنبًا لتكرار الكوارث التاريخية مثل تسونامي 365 ميلادية، من الجدير متابعة النشاط الزلزالي في البحر المتوسط وفهم تركيبته الجيولوجية لتحليل المخاطر وضمان سلامة المناطق المحيطة. مصر، رغم قربها النسبي، تستفيد من موقعها الجغرافي في تقليل أثر النشاط الزلزالي بالمنطقة، مما يجعلها إحدى الدول الأقل خطراً من الزلازل بالمقارنة مع مناطق أخرى حول العالم.