«هبوط مفاجئ».. أسعار الذهب تسجل أدنى مستوى منذ شهر مع التفاؤل التجاري

تراجع أسعار الذهب بقوة خلال الأيام الأخيرة أثار تساؤلات عديدة حول الأسباب وراء هذا الانخفاض الملحوظ، فقد شهدت الأسواق انخفاضاً فاق 2% في أسعار الذهب، وهو الأدنى منذ أكثر من شهر، حيث عززت التطورات التجارية الإيجابية بين الولايات المتحدة والصين شهية المستثمرين للمخاطرة والابتعاد عن الملاذات الآمنة، مما وُصف بأنه تحول جذري في مراكز الاستثمار تجاه هذا المعدن النفيس، وتدل توقعات المحللين على استمرار الزخم السلبي.

تراجع أسعار الذهب يثير الجدل حول مستقبله

شهدت أسعار الذهب انخفاضاً واضحاً خلال تعاملات الأربعاء، حيث تراجع سعر الذهب الفوري بنسبة 2% ليصل إلى 3,181.62 دولار للأونصة، مسجلاً أدنى مستوى منذ مطلع أبريل، كما استقرت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة عند 3,188.3 دولار للأونصة مع انخفاض بنسبة 1.8%، ويُرجع بعض المحللين هذا التراجع إلى خفض الرسوم الجمركية بين واشنطن وبكين والذي أدى إلى تعزيز التفاؤل في الأسواق المالية؛ مما أسهم في إضعاف الطلب على الذهب كملاذ آمن، وفي ذات السياق، أشار خبراء إلى أن البيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة التي شملت مؤشرات تضخم ضعيفة زادت من تأخير أي تحركات نقدية جديدة.

العوامل المؤثرة في تراجع أسعار الذهب

عدة عوامل ساهمت في تغير مشهد أسعار الذهب، ومنها الهدنة التجارية بين الصين والولايات المتحدة التي تم الاتفاق عليها لمدة 90 يومًا، حيث وُصفت بأنها دفعة للتعاون الاقتصادي، وقد أضاف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريحاته أن التفاهمات المستقبلية مع دول أخرى مثل اليابان وكوريا الجنوبية قد تلعب دوراً إضافياً في تحقيق مكاسب تجارية، كما أن التفاؤل في أسواق الأسهم العالمية أدى إلى زيادة جاذبية الأصول ذات المخاطرة مثل الأسهم على حساب الذهب، الذي عادة ما يلجأ إليه المستثمرون في أوقات الاضطراب، وعلى صعيد متصل سجل مؤشر S&P 500 مكاسب صغيرة تعكس تصاعد الثقة في السوق.

هل سيبقى الاتجاه النزولي أم يتغير مسار الذهب قريبًا؟

رغم الانخفاض الكبير، تظل توقعات الخبراء متباينة حول مستقبل الذهب، فالوضع الحالي لا يزال يعتمد على المؤشرات الاقتصادية مثل بيانات التضخم وأسعار المنتجين، إضافةً إلى السياسات النقدية التي قد يتبناها الاحتياطي الفيدرالي لاحقاً، ويشير محللون إلى مستويات هبوطية قد تصل إلى 3,000 دولار للأونصة إذا استمر الزخم السلبي لفترة إضافية، إلا أن الاتجاه طويل الأجل للذهب يظل مدعوماً بالحاجة إلى التحوط ضد المخاطر الجيوسياسية، وبالنسبة لبقية المعادن النفيسة فقد شهدت أيضاً انخفاضات متفاوتة؛ حيث تراجعت الفضة بنسبة 1.9%، والبلاتين بنسبة 0.6%، في وقت يسعى فيه المتداولون لتحليل مسارات أكثر استدامة لهذه الأصول.

مع كافة المتغيرات الاقتصادية والتجارية، يبقى الذهب واحداً من أكثر الأصول التي تستحق المتابعة، خصوصاً في ظل تطورات السياسة النقدية ومستجدات التجارة العالمية.