«موقع استراتيجي» يحمي مصر من الهزات الأرضية العنيفة في مفاجأة علمية جديدة

تعرضت منطقة شرق البحر المتوسط لهزة أرضية قوية فجر يوم الأربعاء 14 مايو 2025، ما أدى إلى حالة من القلق بين سكان دول الجوار وخاصة في مصر. الزلزال وقع شرق جزيرة كريت بقوة بلغت حوالي 6.4 درجات على مقياس ريختر، وهو ما جعل تأثيره ينتشر لمسافات طويلة بسبب طبيعته الجيولوجية، ما أثار التساؤلات حول تداعياته.

أثر الزلزال في دول شرق المتوسط

شهدت المنطقة تأثرًا نسبيًا بسبب الزلزال بفضل قوة الهزة وموقع مركزها. ووفقًا لتصريحات الخبراء، مثل الدكتور عباس شراقي، كان مركز الزلزال يقع بعمق كبير يبلغ نحو 74 كيلومترًا تحت سطح الأرض، مما تسبب في تقليل قوة التأثير على المنطقة المحيطة مقارنة بالزلازل ذات الأعماق الضحلة. وأضاف أن الطبيعة التكتونية المحيطة بالبحر المتوسط تؤدي إلى تسجيل هذه الزلازل بشكل دوري، إلا أن هذه الهزات عادةً ما تكون غير مدمرة للدول المستقرة جيولوجيًا كجمهورية مصر العربية، حيث لم يشعر السكان بقوة الزلزال نظراً لبُعده عن مصر بحوالي 400 إلى 500 كيلومتر.

لماذا تعتبر مصر آمنة زلازاليًا؟

مصر تتميز بهدوء نسبي على المستوى الجيولوجي بسبب استقرار طبقات القشرة الأرضية في الجزء الأكبر من البلاد. وأشار الدكتور شراقي إلى أن النشاط الزلزالي يحدث بشكل محدود في منطقتين رئيسيتين هما خليج السويس وخليج العقبة، بسبب طبيعتهما الجيولوجية المتأثرة بحركة الصفائح الأرضية، إلا أن متوسط قوة الزلازل هناك يكون ضعيفًا إلى متوسط، ولا يشكل تهديدًا كبيرًا للبنية التحتية أو السكان. على مر التاريخ، لم تسجل مصر زلازل كارثية كما هو الحال في المناطق التي تتسم بتقارب الحدود التكتونية، مثل تركيا أو اليونان التي تعد مركزًا للنشاط الزلزالي في البحر المتوسط.

مقارنة بزلزال دهشور عام 1992

الزلزال الحالي الذي وقع شرق كريت يختلف بشكل جوهري عن الزلزال الشهير الذي شهدته مصر في دهشور عام 1992 بقوة 5.8 درجة، حيث كان الأخير قريبًا من القاهرة، مما زاد من تأثيره السلبي على المنشآت والسكان. على العكس من ذلك، الزلزال الأخير، رغم قوته التي تجاوزت 6 درجات، كان في عمق البحر وعلى مسافة بعيدة جدًا عن مصر، مما قلل من تأثيره وعدم شعور معظم السكان به. يؤكد الخبراء أن طبيعة الكوارث الزلزالية تعتمد بشكل كبير على قرب المركز من المناطق المأهولة والكثافة السكانية، وهو ما جعل زلزال دهشور ذا تأثير واسع بالمقارنة.

مما سبق، يمكن القول إن مصر تقع في بيئة جغرافية آمنة نسبيًا من حيث النشاط الزلزالي، على الرغم من التأثير الموجات الزلزالية الناجمة عن الأنشطة الطبيعية في حوض البحر المتوسط. إن الوعي الجيولوجي المتزايد ووجود استراتيجيات طوارئ يضمنان سرعة الاستجابة في حالة أي نشاط غير متوقع، مما يطمئن المواطنين على سلامتهم.