«خسائر مستمرة».. أسعار الذهب تتراجع مع انتعاش شهية المخاطرة للمستثمرين

شهدت أسعار الذهب تراجعاً ملحوظاً في تعاملات يوم الأربعاء نتيجة تحسن معنويات المستثمرين وزيادة شهية المخاطرة، وذلك بالتزامن مع انحسار التوترات التجارية العالمية وإبرام اتفاقيات بين دول كبرى؛ مما أدى إلى تقليل الاهتمام بالأصول الآمنة مثل الذهب. تعكس حركات الأسواق هذا التوجه حيث تأثرت عقود الذهب الآجلة وأسعار المعدن الفوري بشكل كبير خلال الفترة الحالية.

تراجع أسعار الذهب في الأسواق العالمية

خسر الذهب زخمه في العقود الآجلة، حيث تراجعت عقود تسليم يونيو بنسبة 1.87% بما يعادل انخفاض 60.80 دولار ليستقر سعر الأوقية عند 3187 دولاراً في تمام الساعة الخامسة و51 دقيقة مساءً بتوقيت مكة المكرمة. وتشير هذه الانخفاضات إلى استمرار الهبوط، حيث كان الذهب قد عانى من تراجع بنسبة 0.60% في معاملات صباح يوم الأربعاء. كما انخفض السعر الفوري للذهب بنسبة 1.89% ليصل إلى 3185.95 دولار للأوقية، وهو أدنى مستوى شهدته الأسواق في الفترة الأخيرة. بينما تأثرت المعادن الأخرى مثل الفضة التي تراجعت عقودها الآجلة لتسليم يوليو بواقع 2.161% إلى مستوى 32.385 دولار، وأيضاً البلاتين الذي هبط بنسبة 0.68% ليصل إلى 985.24 دولار للأوقية.

دور التوترات التجارية في تراجع الذهب

كان التراجع في أسعار الذهب مدفوعاً بشكل رئيسي بالتطورات الإيجابية على الساحة التجارية العالمية. حيث أسهم اتفاق الولايات المتحدة الأمريكية والصين على تخفيض الرسوم الجمركية المتبادلة في تهدئة الحرب التجارية طويلة الأمد بين البلدين. هذا الاتفاق، بالإضافة إلى صفقة تجارية سابقة لتسوية القضايا الجمركية، ساهم في تعزيز شهية المستثمرين للأصول الخطرة مثل الأسهم، وتجاهل الأصول الآمنة كالذهب. تلك التطورات قللت من الحاجة إلى الاحتفاظ بالذهب كملاذ آمن، مما أسفر عن ضغط على أسعاره في السوق العالمية.

العوامل الاقتصادية المؤثرة على أسعار الذهب

بالإضافة إلى التطورات السياسية، كان للتقارير الاقتصادية تأثير متزايد على سوق الذهب. أظهرت البيانات الأخيرة تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة إلى معدل 2.3% خلال أبريل، بينما كانت التوقعات تشير إلى استقراره عند 2.4%. هذا الهبوط في التضخم زاد من احتمالية أن يستمر الاحتياطي الفيدرالي في سياسة خفض أسعار الفائدة، ما قد يجعل من الاستثمار في الذهب أقل جاذبية بالمقارنة مع الأسهم أو العملات. ينتظر المستثمرون حالياً صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة، والتي يُتوقع أن تشير إلى ارتفاع بنسبة 0.20% على أساس شهري في أبريل بعد انخفاض السابق بنسبة 0.40% في مارس.

في الختام، تُظهر أسواق الذهب حالياً ضغوطاً نتيجة عوامل اقتصادية وسياسية متنوعة، أبرزها التوترات التجارية العالمية وتوقعات نسب التضخم وأسعار الفائدة، مما يجعل المستثمرين يتوجهون إلى الأصول ذات العائد الأعلى. يترقب العالم الآن التقارير المستقبلية لتحديث التحليل حول اتجاهات المعادن الثمينة وأسواقها.