«فيديو مضلل» حقيقة الفيديو المتداول عن زلزال مصر الأربعاء بحسب FactCheck#

تزايدت في الآونة الأخيرة تداول المعلومات المغلوطة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة فيما يخصّ الكوارث الطبيعية مثل الزلازل، ومن أمثلة هذا الانتشار، تداول مستخدمين لفيديو زُعم أنه يوثّق لحظة حدوث زلزال في مصر، مع ظهور ظاهرة غريبة من الضوء، لكن اتضح بعد التحقق أن هذا الادعاء غير صحيح ولا علاقة للفيديو بأي زلزال حدث في مصر مطلقًا.

التحقق من الفيديو المتداول عن الزلزال الذي ضرب مصر

مع تحليل الفيديو المنتشر على فيسبوك باستخدام أدوات التحقق الرقمي مثل InVid، تبيّن أن الفيديو يعود زمنه إلى عام 2022، خلال زلزال ضرب مقاطعة تشينغهاي شمال غرب الصين، وقد أكدت هذه المعلومات شبكة التلفزيون الصيني الرسمية CGNT، ما يعني أن الادعاء المتداول الذي يربط الفيديو بزلزال مصر الأخير هو خاطئ تمامًا، إذ أن الفيديو ليس له علاقة بالأحداث الحالية في مصر.

تم نشر الفيديو لأول مرة على مواقع إخبارية ومواقع تواصل اجتماعي صينية في يناير 2022، وأرجعت التقارير الظاهرة الضوئية المصاحبة له إلى أنماط مثل انفجار محول كهربائي أو ظاهرة البرق الأرضي، ويظهر ذلك بشكل متزامن مع لحظات الزلزال، مما أكسب الفيديو شهرته آنذاك، لذا فإن نشره حاليًا بزعم أنه يوثّق زلزال مصر يحمل تضليلًا متعمدًا.

فهم ظاهرة البرق الأرضي والضوء أثناء الزلازل

ظاهرة الضوء الغريب الذي يظهر أحيانًا تزامنًا مع الزلازل تُعرف باسم “البرق الأرضي”، وهذه الظاهرة ليست نادرة ولكنها يكتنفها الغموض العلمي، حيث تنتج عن تغيرات جيوفيزيائية تحدث بسبب الإجهاد الكبير على القشرة الأرضية، وقد لاحظ العلماء حالات مماثلة خلال زلازل قوية مثل زلزال تانغشان في الصين، إذ ظهرت ومضات متكررة من الضوء تُضيء السماء قبل لحظات من حدوث الهزة.

مثل هذه الظواهر يمكن أن تفسّر الفلاش المضيء الذي شاهده سكان مقاطعة تشينغهاي قبل حدوث زلزالها، حيث أكدت كاميرات المراقبة أن ذلك الضوء كان ناتجًا عن شرارات كهربائية، أو انفجار في محول بعيد، وهذا قد يفسر التشابه في الظاهرة التي جعل الفيديو يتم نسبه زيفًا لزلزال مصر الأخير.

زلزال البحر الأبيض المتوسط وتأثيره على مصر

أما بالنسبة للزلزال الذي حدث مؤخرًا وشعر به سكان مصر، فقد وقع صباح الأربعاء بقوة 6.3 درجات على مقياس ريختر في منطقة البحر المتوسط، تحديدًا جنوب جزيرة كريت اليونانية، وشعر به سكان مصر وبلدان أخرى كلبنان وسوريا وتركيا، وفقًا لمركز أبحاث علوم الأرض الألماني، وما يميز هذا الزلزال هو أنه لم يترتب عليه أضرار ملحوظة أو خسائر بشرية.

أكد المعهد القومي للبحوث الفلكية في مصر أن أجهزة الرصد التابعة له سجلت الهزة الأرضية على بعد 421 كيلومترًا شمال مطروح، وأن المواطنين شعروا بها في بعض المدن المصرية، لكن دون أي تأثيرات مدمرة، وأشارت التقارير الرسمية إلى أن قوة الزلزال بلغت 6.4 درجات، ما جعله محسوسًا على نطاق واسع.

بالختام، الفيديو الذي يُزعم ارتباطه بزلزال مصر الأخير هو في الواقع مضلل تمامًا ويعود لزلزال سابق حدث في الصين عام 2022، وعليه يجب الانتباه جيدًا للمصادر الموثوقة وتجنب نقل مثل هذه المعلومات دون تحقق.