«فوبيا الزلزال» تعود إلى جذور 92.. استشاري نفسي يكشف التفاصيل بعد الهزة الأخيرة

الهزات الأرضية رغم قصر مدتها الزمنية إلا أنها تترك تأثيرات نفسية عميقة، خاصة لمن يعانون من فوبيا الزلزال التي يقول الخبراء إنها حالة من الخوف الشديد الناتجة عن الشعور بغير المألوف والظواهر الطبيعية المفاجئة، وقد أصبحت هذه الحالة شائعة بشكل خاص بين الأفراد الذين عاشوا تجارب سابقة مثل زلزال عام 1992، والذي ترك أثراً نفسياً طويل الأمد.

ما هي فوبيا الزلزال وكيف تؤثر على الإنسان

فوبيا الزلزال تعكس حالة من التوتر والقلق النفسي المرتبط بأي هزة أرضية حتى وإن كانت ضعيفة، وترتبط في الأذهان بشكل كبير بالمواقف التراكمية السابقة مثل زلزال عام 1992، الذي كان حدثاً كارثياً في مصر وسجل خسائر ضخمة، وفقاً لما ذكره الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، فإن هذه الحالة أكثر انتشاراً بين الأشخاص ذوي الطابع القلق أو العصبي الذين يميلون بشكل عام إلى تضخيم الأمور وتوقع السيناريوهات الأسوأ دائماً، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب عند مواجهة الزلازل أو حتى تذكر المواقف السابقة.

تأثير هذه الفوبيا يظهر بشكل واضح على الأشخاص خلال الأوقات الحرجة، حيث يشعر المصابون بها بالخوف المفرط الذي قد يتطور إلى أعراض جسدية مثل تسارع ضربات القلب، تعرق غزير، وارتجاف، كما أن الأشخاص ذوي الشخصيات الحساسة أو الإنطوائية يكونون عرضة لتفاقم هذه الأعراض نظراً لميله إلى التفكير السلبي المستمر حول الكوارث المحتملة.

العوامل التي تزيد من فوبيا الزلازل

هناك عوامل عدة تزيد من احتمالية الإصابة بفوبيا الزلزال، منها التعرض لتجارب سلبية سابقة أو مشاهدة مواقف كارثية، بالإضافة إلى الثقافات والمجتمعات التي تضخم من أثر الزلازل دون تقديم توجيهات للسلامة، أيضاً تزيد وسائل الإعلام غير الموجهة من نشر المخاوف والمبالغة في أثر حوادث الزلازل، كما أن وجود تاريخ مرضي بالأمراض النفسية يلعب دوراً بارزاً في ارتفاع معدلات هذا النوع من الفوبيا، فتراكم العوامل النفسية والمجتمعية يجعل تأثير الهزة الأرضية يتخطى الواقع إلى مشاهد مفرطة في الذهن تقود الإنسان نحو الهاوية النفسية.

نصائح للتغلب على فوبيا الزلزال

للتقليل من تأثير فوبيا الزلزال ينصح بالبقاء في مكان آمن عند حدوث الهزة، مثل الأركان الداخلية القوية، مع تجنب المناطق التي تحتوي على مصادر خطر، كالغاز أو النيران، وينبغي التحلي بالهدوء وعدم التسرع في مغادرة المبنى إلا بعد التأكد من أمانه، كما يوصى بتغطية الرأس بأشياء صلبة كالحقائب أو الكتب، خاصة للطلاب في المدارس، أيضاً، يُفضل عدم استخدام السلالم أثناء الزلازل لأنها قد تكون خطرة للغاية وتزيد من احتمالات الإصابة أو التعرض للحوادث غير المتوقعة.

ختاماً، التعامل مع فوبيا الزلزال ليس بالأمر السهل إذ تتطلب هذه الحالة قدرة نفسية على المواجهة والتحكم بالخوف من خلال التوعية والاعتراف بالمشاعر وإدارتها، وإذا استمر الأمر لفترة طويلة ينصح باستشارة متخصص نفسي لتقديم الدعم والإرشاد المناسب.